الأسلوب والأسلوبية مصطلحان لغويان أدبيان، لكل منهما مفهوم وشؤون وشجون، بينهما علاقة حميمية جداً، علاقة لا يمكن فصمها، أو الإدعاء بمحدوديتها، أو الظن بإمكانية التقليل من أهميتها في الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية.ذلك أن تاريخ (الأسلوب) طويل مغرق في القدم، لعله يُنسب إلى أول من استعمل اللغة في التعبير عن أفكاره ومشاعره، واضطر ف...
قراءة الكل
الأسلوب والأسلوبية مصطلحان لغويان أدبيان، لكل منهما مفهوم وشؤون وشجون، بينهما علاقة حميمية جداً، علاقة لا يمكن فصمها، أو الإدعاء بمحدوديتها، أو الظن بإمكانية التقليل من أهميتها في الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية.ذلك أن تاريخ (الأسلوب) طويل مغرق في القدم، لعله يُنسب إلى أول من استعمل اللغة في التعبير عن أفكاره ومشاعره، واضطر في أثناء ذلك إلى إختيار المفردات والتراكيب، والتقيّد بسنن اللغة وأعرافها، ليبدع كلاماً مؤثراً ماتعاً.أما تاريخ (الأسلوبية) فحديث لا يجاوز العشرين، لأنه نشأ حين قكر الناقد والباحث في طريقة الكاتب في إستعمال لغة التعبير في الأدب.هذا الكتاب، قبل الأمور السّابقة وبعدها، مجرَّد محاولة نقديّة لتحليل أسلوبيّة الرّواية العربيّة، ولتقديم وجهة نظرُ في المفهوم العربيّ لأسلوبها، ولكلِّ محاولة منهجيّة معايير تحكمها وتوجِّهها، ولعل (الموضوعيّة) و(الإحتكام إلى خبرة المحلّل اللّغويّة) و (تفسير الإختيارات اللغويّة وتأويلها) و(وعي العلاقة بين الأسلوب اللّغويّ والبناء الفنيّ الرّوائيّ)، هي أبرز معايير التحليل وموجهاته وصانعي منهجيّته.