هل يمكن أن نلتمس معرفة سيرة حياة شاعر أو أديب بعيداً عن نتاجه وإبداعه. فما بالكم إذا كان الشاعر بحجم سليمان العيسى الذي وكما يقول سجل بعض المحطات وآثر أن يكتفي ببعض القصائد التي يرمز إلى فترة من الفترات وأوجز بها مرحلة من المراحل الهامة في حياته. لكن هذه "النتف" التي سجل بها قصة حياته ليست في كل القصة لأن الشاعر لم يشأ أن يرهق ن...
قراءة الكل
هل يمكن أن نلتمس معرفة سيرة حياة شاعر أو أديب بعيداً عن نتاجه وإبداعه. فما بالكم إذا كان الشاعر بحجم سليمان العيسى الذي وكما يقول سجل بعض المحطات وآثر أن يكتفي ببعض القصائد التي يرمز إلى فترة من الفترات وأوجز بها مرحلة من المراحل الهامة في حياته. لكن هذه "النتف" التي سجل بها قصة حياته ليست في كل القصة لأن الشاعر لم يشأ أن يرهق نفسه بكتابة سيرة حياته، فأعماله وقصائده هي بمثابة شريط حياة لمن شاء أن يتابعه.والشاعر منذ أن تكون وهب وقته وحياته ونتاجه لأمته، وكان نصيب الأطفال كبيراً، إذ استفاق الشاعر بعد مأساة حزيران من عام 1967، وبدأ رحلته مع عالم البراءة والطاقات العجيبة. ولقد انفعل الشاعر بكل الأحداث الكبرى والتجارب التي مرت بها الأمة فجاء تعبيره منها صادقاً وألقى الشعر القومي بظلاله على كل شيء حوله. إن حياة الشاعر لا يمكن أن تختصر بعبارات أو كلمات يضمها كتاب، لكن قراءه أن يشعر الآخرون بنبضه ونفسه على صفحات كتبه وفي ثنايا كلماته. وسليمان العيسى يجمع في هذا الكتاب نتفاً من سيرة حياته المليئة بالتجارب.