("الجاحظ" ت 255هـ) هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محجوب الكناني بالولاء الليثي، الشهير بالجاحظ، ولد بالبصرة سنة 163هــ، واجتهد في التحصيل العلمي على جهابذة اللغة والرواية كالأصمعي وأبي عبيدة، تخرج في علم الكلام على أبي إسحاق النظام المعتزلي فتأثر بمقالته، وظهر أثر الإعتزال في كتاباته، ونقل عن الأمم الأخرى وأفاد من ثقافاتهم، وكان يك...
قراءة الكل
("الجاحظ" ت 255هـ) هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محجوب الكناني بالولاء الليثي، الشهير بالجاحظ، ولد بالبصرة سنة 163هــ، واجتهد في التحصيل العلمي على جهابذة اللغة والرواية كالأصمعي وأبي عبيدة، تخرج في علم الكلام على أبي إسحاق النظام المعتزلي فتأثر بمقالته، وظهر أثر الإعتزال في كتاباته، ونقل عن الأمم الأخرى وأفاد من ثقافاتهم، وكان يكثر من إكتراء حوانيت الوراقين، حتى أصبح في الثقافة عامة منقطع النظير، كان في عصره كبير أئمة الأدب ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، كان الجاحظ أثيراً لدى الولاة مكرماً لدى وجوه البلد، يكتب لهم الرسائل ويؤلف الكتب.ومما عرف عنه أنه امتاز بين أنداده بغزارة العلم وقوة الحجة ودقة البحث والإستقصاء وشدة العارضة وبلاغة القول وعلم الكلام والفلسفة، وهو أول عالم عربي جمع بين الجد والهزل في بعض كتاباته، وصنف في أمور الثقافة فكتب في اللغة والأدب وتاريخه مترسلاً في أغلب نتاجاته.والجاحظ من نقاد عصره - في النثر والشعر - يقدّر الشعر ويتذوّقه، ويهتزّ للبيت الرابع المعنى، وينتقده إنتقاد عالم بدقائق اللغة، وجمال التعبير ودقة المعنى...وفي هذا الكتاب، تتبع المؤلف شعر الحاحظ المثبوت في بطون الكتب، وبعضه في رسائل كتبها لأولي الرياسة والحكم، والخلفاء والامراء وجمعه في دفتي هذا الكتاب، ولقد ابتدأ المؤلف كتابه بالتعريف بالجاحظ، وتكلم عن شعره ومكانة شعره بين آثاره الأدبية الأخرى، ثم ذكر مصادره، وسجّل منها ما ضمنه شعراً من نظمه، ولا سيما رسالتاه؛ الأولى: رسالته غلى أبي الفرج نجاح بن سلمة الكاتب التي شكا في الشعر الذي ختم به رسالته النثرية... شكا من قلّة ذات اليد وأن له عليه حقاً لم يؤدّه... ثمّ ترجم للشخصيات التي أورد أسماءها في رسالته، والثانية: رسالته التي رفعها إلى الخليفة العباسي الثامن المعتصم بن هارون الرشيد ومنها أشعار نحل ذوي الصناعات أبياتها، وأخيراً سجل المؤلف أشعاره محققةً وذكر مصادرها جميعاً.