برامج تربية اطفال ما قبل المدرسة

الواقع أن عملية رعاية الأطفال وتربيتهم تواجه بالعديد من التحديات في العصر الحاضر، عصر الحروب الاليكترونية ، عصر القهر والظلم الدولية، عصر ثورة الاتصالات، عصر المعلوماتية، عصر الانترنت، عصر الإلكترونيات، عصر التكنولوجيا الذكية، عصر الانفتاح على العالم، عصر القرية الواحدة التي نطل منها على كل بقعة من بقاع العالم عبر الشاشات الصغيرة التي أسقطت الحواجز وأزالت الفواصل واقتحمت الحدود الدولية...لذا فإن من أهم واجبات المتخصصين في الطفولة والأطفال، والمسئولين عن التخطيط والإعداد لهم والقائمين على تربيتهم تمكين كل من يتعامل أو يتفاعل مع الطفل من الكشف عن خباياه وتسليط الأضواء على أفضل واسهل وأنجح الطرق والأساليب التي تساعد الأطفال على التفكير السليم والتعلم الجيد بما يؤهل كل منهم للوقوف أمام التيارات المعاصرة ويمكنهم من مواجهة التحديات الخطيرة التي تصادفهم في جميع أوجه الحياة بعامة وفي اللحظات التي يواجهوا فيها الخطر أو يجلسون فيها أمام أحد الشاشات الساحرة الخارقة بخاصة وذلك حتى لا نعرض أطفالنا وفلذات أكبادنا لما يطلق اليوم صدمة المستقبل Future Shock.من هذا المنطلق ولسرعة التغير ولضخامة الكم الهائل من المعلومات والمعارف التي يصل إليها الطفل بلمسة واحدة من طرف إصبعه للفأرة الذكية المتصلة بجهاز الكمبيوتر والخروج عن طريقها إلى بوابة الحدود الدولية للعالم أجمع.لذا، فلقد وقع على عاتق معلمات رياض الأطفال العبء الكبير في تطوير طرقهن وأساليب تفكيرهن والتزويد بلغة العصر وبالخبرات والمعلومات والمعارف والمهارات التي تمكنهن من الوصول إلى الطفل وتساعدهن على استخدام الاستراتيجيات التربوية المناسبة بما يساعد أطفال ما قبل المدرسة على التعلم الجيد والتفكير السليم ويسعى نحو تحريك دوافعهم لحب الاستطلاع وتفجير طاقاتهم وقدراتهم العقلية ليتمكنوا من اللحاق بركب التقدم وليواكبوا أطفال العالم لحظة بلحظة.والحقيقة أن الطريق السريع والمناسب لتحقيق ذلك يبدأ بتطوير أساليب العمل في مرحلة رياض الأطفال، وتحديث أساليب إعداد معلمات الرياض والعمل على إعادة تأهيلهن ومحو أميتهن في الكمبيوتر وتكنولوجيا العصر، وتزويدهن بالاستراتيجيات المناسبة للتعامل والتفاعل مع أطفال المستقبل.