فصول هذا الكتاب كتبت بتلقائية عقب كل رحلة.. فكرت في إعادة كتابتها تمهيدا لنشرها في هذا الكتاب، ثم تراجعت، ففي إعادة النظر في الكتابة الطازجة لا تكون الرحلة هي الرحلة، ولا أنا أنا، بل شخصا آخر يكتب عن رحلة الرحلة والذات بعقل منهجي بارد، وبطبعي لا أحب البرود، في البشر أو الكتابة التي أحبها متوهجة حية نابضة بالدماء، لن أعيد كتابة ا...
قراءة الكل
فصول هذا الكتاب كتبت بتلقائية عقب كل رحلة.. فكرت في إعادة كتابتها تمهيدا لنشرها في هذا الكتاب، ثم تراجعت، ففي إعادة النظر في الكتابة الطازجة لا تكون الرحلة هي الرحلة، ولا أنا أنا، بل شخصا آخر يكتب عن رحلة الرحلة والذات بعقل منهجي بارد، وبطبعي لا أحب البرود، في البشر أو الكتابة التي أحبها متوهجة حية نابضة بالدماء، لن أعيد كتابة الفصول، حتى لا أحذف منها الكثير، أو أنسف فكرة الكتاب أصلًا، وحسبي ما ذكره العماد الأصفهاني "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابًا في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".