الطريف والمحزن معا ، هو أن الحصار الذي يتعرض له المثقف في مصرنا وعالمنا العربي هو أشبة "بالدائرة " ، أو المربع المتصل الأضلاع ، فليس فقط ينحصر في مثلث السلطة السياسية المستبدة ، والمؤسسة الدينية المتسلطة، ولا حتى الرأى العام غير المستنير. ولكن أن صمت المثقفين أنفسهم ، خوفا من هؤلاء أو في الأغلب نزلقالهم هو جزء من هذا الحصار كما ...
قراءة الكل
الطريف والمحزن معا ، هو أن الحصار الذي يتعرض له المثقف في مصرنا وعالمنا العربي هو أشبة "بالدائرة " ، أو المربع المتصل الأضلاع ، فليس فقط ينحصر في مثلث السلطة السياسية المستبدة ، والمؤسسة الدينية المتسلطة، ولا حتى الرأى العام غير المستنير. ولكن أن صمت المثقفين أنفسهم ، خوفا من هؤلاء أو في الأغلب نزلقالهم هو جزء من هذا الحصار كما ان قيم الحرية والحق الإنساني في التعبير والاختلاف لم نتعمق في معظمهم بعد. ومازالت تحكمهم ، بدلا من ذلك ، قيم مغرقة في الذاتية والقبلية ، بمعنى التمركز حول " الأنا الفردانية" أو في أحسن الأحوال مع "الأنا الجمالية" . اى مع من هم "مثلى" ( أو من أقربائي ، من نفس العائلة أو القبلية أو الحزب ) . وربما هذا هو أحد أسباب ضعفهم في التأثير على مجتمعهم أو في السلطة الحاكمة. بل ربما كانت هذه "الذاتية" و "القبلية" هى ما يغرى السلطة ويسهل عليها الاستهانة بهم ن والتنكيل بهم فرادى ، مطمئنة ان رفاقهم سيخافون ولن يجرؤ معظمهم على التضامن مع من استهدفه السلطان!.