هل هناك علاقة بين الطب والأدب؟ سؤال كثيرا ما تردد داخلي على امتداد رحلة العمر. وهو سؤال له ما يبرره، فأشهر الأدباء الذين أثروا فى وجدان العالم كان بينهم أطباء. الأديب العالمي انطوان تشيكوف كان طبيبا .. يوسف إدريس .. إبراهيم ناجى .. ثم علاء الأسوانى ..وعاد السؤال يطل برأسه من جديد مع مفاجأة الطبيبة سعاد جابر التى أدهشتنى بروايتها...
قراءة الكل
هل هناك علاقة بين الطب والأدب؟ سؤال كثيرا ما تردد داخلي على امتداد رحلة العمر. وهو سؤال له ما يبرره، فأشهر الأدباء الذين أثروا فى وجدان العالم كان بينهم أطباء. الأديب العالمي انطوان تشيكوف كان طبيبا .. يوسف إدريس .. إبراهيم ناجى .. ثم علاء الأسوانى ..وعاد السؤال يطل برأسه من جديد مع مفاجأة الطبيبة سعاد جابر التى أدهشتنى بروايتها الأدبية النابضة بالتجربة الإنسانية الحية، المستوحاة ليس فقط من آلام مرضاها الملائكة الصغار .. ولكن من أفق أرحب . عاشت سعاد بخبرة طبيبة الأطفال أعماق الأم \" الأنثى\". لم تعش تلك الثنائية فى دائرتها المغلقة على نفسها بل تجاوزتها بالولوج إلى عوالم الأخريات وقصص الأمهات اللاتى فتحن لها أبواب قلوبهن المغلقة على عشرات الأسرار وأغرب المشاعر!في هذه الرواية استطاعت سعاد جابر أن تلامس مشاعر خاصة متفجرة بالألم والأمل لكل امرأة أربعينية تملك كل شيء ولا تشعر بشيء وتسبح في فراغ عاطفي هائل يسلبها الإحساس بالسعادة. لقد لامست أحاسيسهن بإحساسها. إنها قصة جديرة بالقراءة .. وسطور نابضة بالحياة ..بعيدًا عن كل التصنيفات الأدبية يفاجئنا كاتبة تملك أدواتها بنص يخرج عن المألوف: يكسر الحواجز بين امرأة وذاتها .. وتدهشنا بقلم يعرى الحقيقة .ويجعل للمشاعر حنجرة وصوت يخرج أحيانًا ويهمس أحيانًا لكنه فى كل الأحيان يخترق الأفق .. ويبدد الصمت!(امرأة شاء قدرها أن تصيبها آفة الوعى) وتحتلها جرثومة الثقافة .. لتعى واقعًا يعادى الفكر وينتصر للرجعية والنمطية..وفى هذا النص الأدبى البديع تقرر الكاتبة التى قررت فى اللحظة الأخيرة - قبل طبع هذا الكتاب - أن تكون مجهولة للقارئ أن تخترق كل الممنوعات لتعبر بمشاعر متفجرة بالصدق عن المرأة الفكر .. المرأة الروح .. والمرأة الجسد ..