إن المشاعر الإيمانية تبعث على الطمأنينة وتردع النفس الموسومة بالسوء، ولهذا كان للنفس شفاء في الإيمان وعلاج لها، بل ومناعة ضد بدء المرض نفسه، ولهذا يصف الأطباء المجربون في تجاربهم أنهم لم يجدوا إنساناً متديناً صادقاً في إيمانه يعاني مرضاً نفسيا قط، على أن كل هذا الدور الكبير للإيمان في الشفاء والمناعة والعلاج جعل علماء النفس يبحث...
قراءة الكل
إن المشاعر الإيمانية تبعث على الطمأنينة وتردع النفس الموسومة بالسوء، ولهذا كان للنفس شفاء في الإيمان وعلاج لها، بل ومناعة ضد بدء المرض نفسه، ولهذا يصف الأطباء المجربون في تجاربهم أنهم لم يجدوا إنساناً متديناً صادقاً في إيمانه يعاني مرضاً نفسيا قط، على أن كل هذا الدور الكبير للإيمان في الشفاء والمناعة والعلاج جعل علماء النفس يبحثون فرعاً نفسياً خاصاً هو ما سمي "علم النفس الديني"، كما أن أطباء النفس ذاتهم أوجدوا فرعاً خاصاً للعلاج سمي "العلاج الإيماني"، وقد حدد أطباء النفس هذا المنهج والفرع الخاص بالإيمان اعتماداً على بديهية تقول أن أهم أسباب الاضطرابات والأمراض النفسية يكمن في ضعف الإيمان والبعد عن الدين، وعدم ممارسة الشعائر الدينية والعبادات الذي يؤدي بالتالي إلى ضعف الأخلاق وضعف الضمير مع الشعور بالذنب وتوقع العقاب وهي من أسباب الأمراض النفسية.وهذا الكتاب دراسة هادفة يسعى من خلالها الباحث إلى تبيان الترابط الوثيق بين الإيمان والصحة النفسية المتوازنة للإنسان وذلك من خلال مدخل علمي تناول دقائق علم النفس واتصالها الوثيق بالحالة الذهنية والفكرية للإنسان منطلقاً من هذه الرؤية العلمية لبيان الإيمان والفعالية الإيجابية وتأثيرها الإيجابي على منهجية تفكير الإنسان وقبلاً على طمأنينته النفسية ولهذه الغاية تناول الباحث في دراسته هذه المواضيع التالية: الطاقة النفسية بين قوة الفكر وقوة الإيمان، الصحة النفسية بين سايكولوجية الفكر وباراسيكولوجية الإيمان، الصلاة وسايكولوجية الشفاء، المناعة الإيمانية بين الأمراض النفسية والأمراض الجسدية.هذا الكتاب ضرورة ملحَّة للإنسان المعاصر، فمن يقرأه ويتفهمه يحمي نفسه من الأمراض النفسية، لأن الإنسان يستطيع أن يجعل نفسه ما يُريد أن يكون، بحسب اختياره أفكاره... وهنا يتعلم كيفية اختيار هذه الأفكار.في هذا الكتاب يتبين لنا، بالبرهان العلمي، أن المؤمن لا يصاب بمرض نفسي، لأنه على قدر إيمان المؤمن تكون قوَّته الشخصية، وتكون صحته النفسية. فالإيمان هو مصدر الأمان، لأن المؤمن سدَّ أبواب الخوف، فلم يعد يخاف إلا الله.والمؤمن لا يتحسَّر على الماضي باكياً، ولا يلقي الحاضر جزوعاً، ولا يواجه المستقبل خائفاً.والمؤمن برضاه عن نفسه في موقعه بالكون يدرك أنه ليس ذرَّة ضائعة، ولا كماً مهملاً، ولا شيئاً تافهاً بل هو خليفة الله في أرضه، وهذا ما يجعله قوياً أمام كل أزمة، لاعتقاده بقول الله عزَّ وجل "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"، فمن أين يأتي المرض النفسي لنفس تزلزل الجبال ولا تتزلزل؟