إن الحكاية هي خميرة السرد، وهي المادة الأساسية لاي فن قصصي، ولهذا فإن الشكلانيين حين أرادوا وضع أسس للسمات النوعية للرواية جعلوا الحكاية فيصلاً في ذلك، فيميزوا الحكاية في بعدها النفعي وسموها المتن الحكائي عن الحكاية في بعدها الفني بعد أن يصوغها المبدع، ويتدخل في تشكيلها على وفق رؤية يحملها بناء قادر على حملها، وسموها، المبنى الح...
قراءة الكل
إن الحكاية هي خميرة السرد، وهي المادة الأساسية لاي فن قصصي، ولهذا فإن الشكلانيين حين أرادوا وضع أسس للسمات النوعية للرواية جعلوا الحكاية فيصلاً في ذلك، فيميزوا الحكاية في بعدها النفعي وسموها المتن الحكائي عن الحكاية في بعدها الفني بعد أن يصوغها المبدع، ويتدخل في تشكيلها على وفق رؤية يحملها بناء قادر على حملها، وسموها، المبنى الحكائي، وهذا يعني أن الحكاية تبقى هي الأساس الذي يصدر عنه الدارس والمبدع، وهي الضابط الذي يحتكم إليه النقد، فيميز عندئذ الزمان وتحولاته ومفارقاته، والمكان وصفاته ، من حيث عموميته وخصوصيته، وانغلاقه وانفتاحه، والشخصيات وطبيعتها، إن كانت ثانوية ام رئيسة، إن كانت مسطحة ام مدورة، إن كانت نامية ام وظيفية عابرة. فكلما ازددنا بواقعنا ادركنا قيمة الأعمال الابداعية والفنية، التي تجسد ذلك الواقع، أو تحاوره، او تحاكيه، او تصدر متأثرة به، أو تعبر عن موقف منه ومتفاعل معه.