"أحس نبرات صوته شظايا محرقة، فانكمشت على نفسها مثل عود أخضر لامسته النار، واستولت عليها، ردود فعل تراوحت مظاهرها بين الرعب والقهر والحزن والحيرة والاستسلام، بينما سكن عبد اللطيف وهدأ توتره بعد أن تحول اندفاعه وانفعاله إلى واقع منطوق، وكأنه أنزل حكماً بالإعدام، طالق طالق طالق... رددها ثلاث مرات، ودوّت في رأسها آلاف المرات، ثم سكن...
قراءة الكل
"أحس نبرات صوته شظايا محرقة، فانكمشت على نفسها مثل عود أخضر لامسته النار، واستولت عليها، ردود فعل تراوحت مظاهرها بين الرعب والقهر والحزن والحيرة والاستسلام، بينما سكن عبد اللطيف وهدأ توتره بعد أن تحول اندفاعه وانفعاله إلى واقع منطوق، وكأنه أنزل حكماً بالإعدام، طالق طالق طالق... رددها ثلاث مرات، ودوّت في رأسها آلاف المرات، ثم سكن كل شيء، حتى بكاء طفلتها لم يعد مسموعاً، وتهاوى ثقيلاً على المعقد، رغم إحساسه بخفة جسده، لقد أراحته كلماته بمقدار ما أعيته، فامتصت غضبه وانتزعت سخطت وأعادت إليه وعيه". في "العرين" صور تعكس الواقع بكل تفاصيله، وترسم الإنسان بكل حالاته، في قوته وضعفه وأنانيته وانكساراته وانتصاراته، يرسمها زياد قاسم بإحساس فنان وبحس محلل، وبموهبة أديب.