كأنها الأمواج عصابات تقبض على جيوش نفسي، تغرقها تحت القيعان. وكأنني أسبح على ظهر حبيبي، أغوص لأبحث عنها. أتعرج في متاهات ولا أصل إليه ولا إليها. كان وجهه مضيئاً، مليئاً بالنور، وفي قسماته جنات تموج: اقتطف من وجنته الرمان والتين، اسقي من كوثر لا ينضب من بحور عينيه. جاءني كمرسال سماوي، ألقى بعباءته علي، قلت له دثرني من الناس، الكو...
قراءة الكل
كأنها الأمواج عصابات تقبض على جيوش نفسي، تغرقها تحت القيعان. وكأنني أسبح على ظهر حبيبي، أغوص لأبحث عنها. أتعرج في متاهات ولا أصل إليه ولا إليها. كان وجهه مضيئاً، مليئاً بالنور، وفي قسماته جنات تموج: اقتطف من وجنته الرمان والتين، اسقي من كوثر لا ينضب من بحور عينيه. جاءني كمرسال سماوي، ألقى بعباءته علي، قلت له دثرني من الناس، الكون، ونفسي. دعني أسيح دموعي في أنهار جنتك، آكل من رطبك، أحبل بأجنتك. دعني أتمدد على بساط جسدك، ألثم أهدابك. غيمة شاردة أو نبتة ضارعة في آفاقك. ها هي ذي ملائكة الرحمن جاءوا يزفوني عروساً لك، وهذا المساء سنحتفل بالليلة الأولى حيث تتزين الجنة بأوراد وأطيار، وتنطلق حمائم الرب تحمل الرياحين، تعبق الأجواء ببخور وعنبر. دعنا نهيم في كون الله الفسيح، نلتصق كتوأمين لا يفرقهما إلا الموت. هاتفك يأتيني على البعد يملأ جوانحي بالعشق والوداد، لكنه مكبل بالأسرار والقيود. أسرار كالألغام التي تنفجر بكل لحظة، توحي بأشياء لا أفهمها. أظل حائرة أبحث عنك لأسألك ولا أجدك. مختف عني ولا أملك إلا أن أقبض على ذاكرتي وأتحسس مواضعك.