نحن بحاجة إلى قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي، والدافع إلى هذه القراءة الجديدة هو الوعي الحضاري بحركة التاريخ في الاجتماع الإنساني... ولأننا في دورة حضارية جديدة من تاريخ أمننا والعالم المعاصر، تفرض علينا إنهاض مشروعنا الحضاري، وبعث مقومات التجديد.. ولأن العقل المسلم يحاول اكتشاف أزمته من جديد من داخل الذات الحضارية، ليغير ما بنفسه...
قراءة الكل
نحن بحاجة إلى قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي، والدافع إلى هذه القراءة الجديدة هو الوعي الحضاري بحركة التاريخ في الاجتماع الإنساني... ولأننا في دورة حضارية جديدة من تاريخ أمننا والعالم المعاصر، تفرض علينا إنهاض مشروعنا الحضاري، وبعث مقومات التجديد.. ولأن العقل المسلم يحاول اكتشاف أزمته من جديد من داخل الذات الحضارية، ليغير ما بنفسه، حتى يغير الله ما بقومه. وكلما ارتفع مستوى الوعي الحضاري في العقل الإسلامي، كلما ازداد بصيرة بضرورة إعادة النظر في التاريخ وقراءته بفهم جديد يبعث على الإحياء والتجديد والإصلاح والنهضة... فالتاريخ قد يكون سبباً للجمود، أو سبباً للنهوض، أو عاملاً للتقليد، أو التجديد، كما يمكن للتاريخ أن يصبح دافعاً للفرقة أو للاجتماع.وهكذا فالميعاد هو في الرؤية وفي نوعية المفاهيم التي تشكلها، فإصلاح الرؤية إصلاح لفهم التاريخ، والوعي الحضاري هو إصلاح للرؤية، وبالتالي فهم جديد للتاريخ... وهذا الذي نتلمسه أو نريده في العقل الإسلامي المعاصر، وفي الصحوة الإسلامية المتنامية. وهذا يعني ربط الحضارة بالتاريخ، فالأمة التي بلا تاريخ هي أمة بلا حضارة، ولا يمكن لها أن تضع حضارة... فلا حضارة بلا تاريخ... لأن الحضارة هي تاريخ حضاري، هي تاريخ من التقدم والتطور والتجديد والإبداع، بتراكم كمّي وكيفي في المعارف والعلوم والمفاهيم. إذاً فالمسلمون بحاجة إلى قراءة جديدة للتاريخ الإسلامي، والعقل الإسلامي بات مدركاً وواعياً لضرورة هذه القراءة.من هنا يأتي هذا الكتاب الذي جاء نتيجة لبحث المؤلف في التاريخ الإسلامي ليجد نفسه وقد وقف على تراث مشرق ينبض بالروح ويتلألأ ناصعاً، تتزاحم فيه عناصر الحياة، ومقومات النهوض، وهذا ما قاده إلى تأليف هذا الكتاب الذي يستحضر من خلاله فكراً إصلاحياً لعظماء كانوا وما زالوا رجالات الوحدة والتضامن والوفاق، أما عن سبب اختياره للفكر الإصلاحي الشيعي فهو يقول أن وراء ذلك أسباب ثلاثة: أولاً: لضرورات منهجية تتعلق بإمكانية حصر البحث، وتوفير المعلومات، والإحاطة الممكنة بالبحث. ثانياً لأن الشيعة بحاجة إلى هذا الفكر الإصلاحي، وإلى إحيائه، لأسباب وظروف يفصح الواقع عنها، ثالثاً: إن التاريخ الشيعي لم يؤرًّخ له بعدالة وإنصاف وهو غير حاضر في التاريخ الإسلامي العام.