ينطلق هذا الكتاب من مبدأ صحيح، يقول : إن نشأة العلوم وتطورها، وظهور المذاهب الأدبية والنقدية، ليست أمور مستقلة بنفسها عما يحيط بها، وإنه لا يمكن دراسة هذه المذاهب والتيارات دراسة صحيحة إلا في ضوء ما يعاصرها من مذاهب فكرية واجتماعية ودينية.ومن الثابت أن المعتزلة كانوا السباقين إلى العناية بالدراسات البيانية العربية، وأنه على أيدي...
قراءة الكل
ينطلق هذا الكتاب من مبدأ صحيح، يقول : إن نشأة العلوم وتطورها، وظهور المذاهب الأدبية والنقدية، ليست أمور مستقلة بنفسها عما يحيط بها، وإنه لا يمكن دراسة هذه المذاهب والتيارات دراسة صحيحة إلا في ضوء ما يعاصرها من مذاهب فكرية واجتماعية ودينية.ومن الثابت أن المعتزلة كانوا السباقين إلى العناية بالدراسات البيانية العربية، وأنه على أيديهم نمت هذه الدراسات وتفرعت وعمقت، فكان من الطبيعي أن تتأثر بنوازعهم الفكرية وفلسفتهم الاعتقادية.وهذا هو الموضوع الذي تصدى باحثنا الشاب، مؤلف هذا الكتاب ، إلى الكشف عنه، متتبعا خطواته منذ نشأة الإعتزال في أواخر القرن الهجري الأول حتى نهاية القرن الخامس، أي خلال الفترة التي قدم فيها الاعتزال العربي للفكر العربي الإسلامي ما أمكنه تقديمه من عطاء، وهو عطاء كان - لا شك - في غاية الخصب.