هناك العديد من التجارب للخروج من نموذج الدولة القومية الغربية، ولكنها أدت إلى إعادة إنتاج النموذج القومي. فإيران الاسلامية، خرجت بالكامل من النموذج العلماني، ولكنها إعادة إنتاج القومية المذهبية، فأصبحت دولة إسلامية، ولكن قومية. وتركيا العلمانية، في مرحلة حكم حزب العدالة والتنمية، أصبحت دولة قومية علمانية، ولكن بنزعة إسلامية، مما...
قراءة الكل
هناك العديد من التجارب للخروج من نموذج الدولة القومية الغربية، ولكنها أدت إلى إعادة إنتاج النموذج القومي. فإيران الاسلامية، خرجت بالكامل من النموذج العلماني، ولكنها إعادة إنتاج القومية المذهبية، فأصبحت دولة إسلامية، ولكن قومية. وتركيا العلمانية، في مرحلة حكم حزب العدالة والتنمية، أصبحت دولة قومية علمانية، ولكن بنزعة إسلامية، مما جعلها في النهاية، إعادة إنتاج للنموذج القومي العلماني، ولكن غير المعادي للدين. ومع ثورات الربيع العربي، فتح الباب أمام بناء دولة متحررة من النموذج المستورد للدولة، بكل مفرداته، سواءً العلمانية أو القومية القطرية. مما يعني أن الربيع العربي، فتح آفاق التحرر الحقيقي للأمة، حتى تبني نموذج الدولة الذي يعبر عن المجتمع، دون قيود أو نماذج مفروضة. وهو ما يجعل الربيع العربي، مرحلة تحول كبرى، لذا فان الحرب عليه، حرب كبرى أيضاً.يتناول هذا الكتاب، قواعد وقوانين التاريخ الحضاري، للحضارة الإسلامية، والتي ترسم مسار هبوط أو أفول الحضارة، ومسار الصعود والنهوض. فكل حضارة تهبط وتصعد، تبعا لقوانينها الخاصة، وتبعا لخصائصها الأساسية. وفهم قوانين المسار الحضاري، يشرح الأسباب التي تؤدي إلى أفول الحضارة، وتلك التي تؤدي إلى العودة للصعود مرة أخرى. كما يتناول الكتاب، موضع لحظة الربيع العربي، في مسار هبوط وصعود الحضارة الإسلامية، مما يشرح طبيعة مرحلة ما بعد الثورة، والتحديات التي تواجهها، كما يشرح العوامل التاريخية الحضارية اللازمة، لتحول الربيع العربي، إلى صعود حضاري إسلامي جديد.