نبذة عن الكتاب لسنا نبعد عن الحقيقة إذا زعمنا أننا إذ ندرس علم النفس ونتعرف على مدارسه وتوجهاته نكون أشبه بمن يترحل عبر المدائن والأمصار، فمن مدينة زاخرة بالحياة وعاجة بالحركة الى أخرى راكدة ركود من لا حراك له ولا نبض حياة فيه، ومن مجتمع تأنس النفس الى ما فيه من صنوف التجدد والاقبال على الحياة فترتاح الى المكث فيه والعيش في ربوع...
قراءة الكل
نبذة عن الكتاب لسنا نبعد عن الحقيقة إذا زعمنا أننا إذ ندرس علم النفس ونتعرف على مدارسه وتوجهاته نكون أشبه بمن يترحل عبر المدائن والأمصار، فمن مدينة زاخرة بالحياة وعاجة بالحركة الى أخرى راكدة ركود من لا حراك له ولا نبض حياة فيه، ومن مجتمع تأنس النفس الى ما فيه من صنوف التجدد والاقبال على الحياة فترتاح الى المكث فيه والعيش في ربوعه إلى آخر يتعسف في نظرته إلى الأصيل ويدير الظهر لما هو معاصر وحديث. آية ذلك أننا بهذا الطواف نقف على نماذج من الناس، فرادى وجماعات متفاوتة في الرؤى متفارقة في المبتدآت والآفاق. غير أن المرء سيجد تعويضاً عما يستشعره من عناء في التكيّف مع هذه المفارقات بالاطلاع من كثب على أسرار النفس والإطلالة على مجاهلها وسبر أغوارها وفهم ما يقبع فيها من غايات وما يسكن في أعماقها من دوافع، بعضها يعلي من شأن الإنسان ويرتفع به الى ما يحقق ذاته ويسمو بإنسانيته وبعضها ينزل به إلى مصاف كائنات تكاد لا تكون من طبيعة بني البشر، وليس بمجد أن يلبس مثل هذا لكل أمر لبوسه أو أن يتقنّع بأقنعة لا شك منكشفة أن سمكت، فلطب أغلب والخليقة لا مناص تُعلم، فالطب الخبير فيما تستسر الكنائن لا يخفى عليه في علاقته بالآخر أن "الإنسان حيوان ذو أقنعة" بعُرف بعض الفلاسفة. والخير كل الخير للإنسان والحالة هذه أن يكون ما هو وأن يتبدى على ما هي عليه حقيقته وماهيته. تحفل هذه الطبعة بالجديد الذي وقفت عليه مما أُتيح لي من المراجع الحديثة ورأيت معه أنه خليق باطلاع المستطلع إكمالاً لإحاطته بمبادئ هذا العلم ووعياً للأسس التي ينهض عليها. المحتويات الباب الأول الموضوع والطرائق. الباب الثاني الإنسان كائن حي متطور. الباب الثالث الإنسان كائن مدرك. الباب الرابع الإنسان كائن هادف. الباب الخامس الإنسان كائن عاقل. الباب السادس تكامل السلوك الإنساني. الباب السابع الإنسان كائن اجتماعي.