إذا كانت القراءة الأولى لهذا النص المسرحى تبرز حس الفجيعة الإنسانية إزاء ما يعتور الحياة من تراجيدية وعجائبية وكآبة الإحساس بثقل الوقاع، فإن للخبرة الكبيرة لدى الكتاب الكبير رأفت الدويرة دورا ونفاذا واضحا إلى عمق تلك المأساة، وتجذرها فى الحياة. والأهم هنا أن العمل المسرحى يعيد تقديم الرؤى الفنية القديمة التى بدأ بها المسرح العرب...
قراءة الكل
إذا كانت القراءة الأولى لهذا النص المسرحى تبرز حس الفجيعة الإنسانية إزاء ما يعتور الحياة من تراجيدية وعجائبية وكآبة الإحساس بثقل الوقاع، فإن للخبرة الكبيرة لدى الكتاب الكبير رأفت الدويرة دورا ونفاذا واضحا إلى عمق تلك المأساة، وتجذرها فى الحياة. والأهم هنا أن العمل المسرحى يعيد تقديم الرؤى الفنية القديمة التى بدأ بها المسرح العربى وجوده حيث قام الكاتب بمتمصير النص الأصلى (ممنوع الانتحار فى الربيع) للكاتب الإسبانى المعاصر اليخاندرو وكاسونا التى كتبها عام 1937 فى مرحلة التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى هناك. غير أنه يبقى لرأفت الدويرى إبداعه فى نقل الحالة الفنية متمازجة بخلاصة القضايا التى يثيرها النص، إلى الواقع المصرى، بفعل وحدة الوجود الإنسانى ، وصيرورة المصير المنتظر.