يوميات جندي عراقي، تفتح أوارق العدوان العراقي الغاشم على الكويت أمام العالم، موثقة بخطوط جنوده، صادرة من قواته، معلنة ما وراء العنجهية والتفاخر من انهيار وتمزق وضياع، وفقدان الثقة واليقين بالهدف والمصير.فهو جندي يمسك بسلاح لا يؤمن بهدف تصويبه، ولا بنتائجه، وهو في مقدمة مذكراته يهديها إلى الحياة التي لا يملك منها سوى الأحزان واله...
قراءة الكل
يوميات جندي عراقي، تفتح أوارق العدوان العراقي الغاشم على الكويت أمام العالم، موثقة بخطوط جنوده، صادرة من قواته، معلنة ما وراء العنجهية والتفاخر من انهيار وتمزق وضياع، وفقدان الثقة واليقين بالهدف والمصير.فهو جندي يمسك بسلاح لا يؤمن بهدف تصويبه، ولا بنتائجه، وهو في مقدمة مذكراته يهديها إلى الحياة التي لا يملك منها سوى الأحزان والهموم!إن هذه المذكرات المدعمة بالوثائق والمخطوطات التي كتبها جنود الاحتلال بأيديهم تمثل رؤية موضوعية للأسباب والدوافع والقيم والسلوكيات التي كانت تحرك الاعتداء الرهيب على شعب آمن، كما تخترق المظهر الخارجي للقوى الغاشمة التي نفذت هذا الاعتداء، لتحلل وتبحث مدى إيمان جنود العدو أنفسهم بجدوى هذا العدوان، ومدى إيمانهم بالنصر أو بأسطورة التفوق العسكري التي ترددت على مسامعهم، وحقيقة الممارسات التي قاموا بها تجاه شعب الكويت وأرضه وممتلكاته وقيمه الإنسانية والحضارية، والدوافع والمبررات التي كانت من وراء ذلك بعيدا عن مظاهر الدعاية والادعاء.إن تسجيل التاريخ وتوثيقه لذلك ضرورة على طريق البحث في أساليب حماية الإنسان من تكرار أعمال الطغاة، ففي عقول البشر تنشأ إرادة الحرب والعدوان، وفي عقولهم ينبغي أن يتعاون كل الأحرار والمفكرين على بناء حصون السلام، والدفاع عن الحق وكرامة الإنسان.