كثر المشككون في الطعن في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحة الأحاديث الشريفة الثابتة سندًا ومتنًا بدعوى أنها تعارض ما هو معلوم من العلوم أو الواقع الاجتماعي، وكان من ضمن ما شككوا فيه حديث "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحمُ ، ولولا حواءُ لم تخن أنثى زوجها الدهر" بدعوى أن هذا يناقض نظرية تورث الطباع ومدى تأثير الطبع في شخصية الإن...
قراءة الكل
كثر المشككون في الطعن في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحة الأحاديث الشريفة الثابتة سندًا ومتنًا بدعوى أنها تعارض ما هو معلوم من العلوم أو الواقع الاجتماعي، وكان من ضمن ما شككوا فيه حديث "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحمُ ، ولولا حواءُ لم تخن أنثى زوجها الدهر" بدعوى أن هذا يناقض نظرية تورث الطباع ومدى تأثير الطبع في شخصية الإنسان وسلوكه، وأن هذا منافي لحقيقة الاختيار الإنساني ومطلق الحرية، وحرفوا معنى الحديث عن مراده ومحتواه الحقيقي، فتصدى الكاتب لكل هذه المزاعم والمطاعن في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعل دراسته للحديث في أربعة مباحث:المبحث الأول: تخريج الحديث بطرقه وألفاظه، وبيان درجته.وفيه مطلبان:المطلب الأول: تخريج الحديث بطرقه وألفاظه.المطلب الثاني: بيان درجة الحديث. المبحث الثاني: شرح الحديث ودفع ما يظن فيه من إشكالات.وفيه مطلبان:المطلب الأول: شرح ألفاظه ومبانيه.المطلب الثاني: بيان فقهه ومعانيه. المبحث الثالث: شبهات المنكرين للحديث، والجواب عليها. المبحث الرابع: إيراد ما تضمنه الحديث من إضاءات على نظرية توريث السلوك والطباع. يقول الكاتب في شرح الحديث:أنّ حواء أمُّ بنات آدم، فأشبهنها بالولادة ونزع العرق. ومن ذلك: أنها دعت آدمَ إلى الأكل من الشجرة وزينته له، وتركت النصيحةَ له في أمرها، لمِا جُبِلَتْ عليه من القابلية والاستعداد للخيانة والخطأ، فسرى هذا العِرقُ في بناتها. وليس المراد بالخيانة هنا ارتكا ب الفاحشة، فإنّ زوجات الأنبياء منزَّ هات عن ذلك، وقد روي عن ابن عباس من غير وجه قولُه: (ما زَنَت امْرأةُ نَبي قطُّ). قال ابن الأثير: خيانةُ حواءَ آدمَ : هي تركُ النصيحة له في أمر الشجرة، لا في غيرها. وقال العَيني: معناه أنها دعت آدم إلى الأكل من تلك الشجرة. والخيانة كما أشرنا وقدَّمنا لا تنحصر بشكلٍ واحدٍ من الأشكال المعهودة المعروفة، بل الخيانةُ ذا دلالة واسعة تشمل الخيانةَ في الدينِ، والأمانةِ ، والسر، والنصيحةِ ، وغيرِ ذلك كثير. وعلى ذلك تجتمع صور الخيانة في معنى واحد، وهو: مخالفة الحق بنقضِ العَهد في السر. وهذا لَعَمْري أمرٌ معهود من النساء اللاتي لم يوطِّنَّ أنفسَهن على طاعة الله وتقواه، وتَرَكْنَ القيادَ لغرائزهنّ تسوسهنّ إلى موارد الهلكات.أحداث ميلاد الرسالة وبدء الوحي أساس النبوة ودعائم الرسالة!! والكتاب الذي بين يدينا يسعى لإلقاء الضوء على لروايات حديث بدء الوحي، وما قبل لتفسير أحداث بدء الوحي، وميلاد الرسالة الخاتمة، للإحاطة بكافة جوانب الموضوع فقد اقتضت منهجية البحث أن يشتمل على الفصول التالية: الفصل الأول الحديث وغريب الألفاظ، الفصل الثاني: أضواء على ألقوال في المراد بالخشية، الفصل الثالث: رد بلوغ التروي في رؤوس شواهق الجبال.