الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد... فهذا كتاب معجمي رصدنا فيه الأخطاء اللغوية الشائعة، بقصد الإشارة إليها وتنبيه المهتمين باللغة العربية ودارسيها؛ لأن بعض هذه الأخطاء قد يكون خافياً عليهم؛ لذا لابد لمن يهتم بمثل هذا اللون من الدراسات أن يكون ذا حدق في اللغة ال...
قراءة الكل
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد... فهذا كتاب معجمي رصدنا فيه الأخطاء اللغوية الشائعة، بقصد الإشارة إليها وتنبيه المهتمين باللغة العربية ودارسيها؛ لأن بعض هذه الأخطاء قد يكون خافياً عليهم؛ لذا لابد لمن يهتم بمثل هذا اللون من الدراسات أن يكون ذا حدق في اللغة العربية، وصاحب مراس طويل؛ لتعلق مثل هذه الدراسات بمستويات اللغة العربية كافة (نحواً وصرفاً، مبنىً، ومعنى وتركيباً) ولا يفوتنا أن نركز على ما يسمى (بالخبرة المعجمية) فلربما تكون هذه التسمية غريبة بعض الشيء، إلا أننا نوضحها فنقول إن دارس اللغة العربية لابد له من التعامل مع معاجم اللغة العربية، وأن يؤوب إليها في كثير من شؤون اللغة ضبطاً ومعنى، وسنرى هذه الأهمية عندما نتطرق إلى أبواب هذا المعجم بالتفصيل. يقع كتابنا هذا المسمى بـ «معجم الأخطاء الشائعة» في أربعة أبواب رئيسة هي: الباب الأول: باب الخطأ والصواب في ضبط الكلمة، ونقصد بضبط الكلمة شكلها في أولها ووسطها وآخرها؛ لذا كان لابد للمتتبع للغة من أن يتعرف ضبط الكلمة ولا يعينه في ذلك إلا معاجم اللغة العربية المتوفرة في مكتباتنا وهي كثيرة مثل: لسان العرب، والوسيط،...إلخ. وضبط الكلمة معين في صرفها واشتقاقها، ويقع تحت هذا الباب ثمانية وعشرون فصلاً رتبت هذه الفصول حسب ترتيب حروف اللغة العربية من الألف إلى الياء، دون التشديد على هذا الترتيب عند جميع الأخطاء اللغوية الواردة في كل فصل، إنما قصدنا الترتيب الهجائي للفصول. الباب الثاني: بعنوان الخطأ و الصواب في ما يتعدى من الأفعال بحرف الجر والباعث على إفراد هذا الباب بعنوان كهذا أن هناك خلطاً قد يحصل لدى الدارسين والمتعلمين والمتكلمين والمثقفين على حدّ سواء في مثل هذا النوع من الأفعال؛ لأن هناك الكثير من الأفعال تتعدى بحرف جر لكن الحاجة ماسة إلى معرفة حرف الجر الذي يلائم المعنى المراد من الجملة التي يسوقها المتكلم ويسمعها السامع، وكذلك قسمنا هذا الباب إلى ثمانية وعشرين فصلاً من الألف إلى الياء، دون النظر إلى الترتيب داخل كل فصل. الباب الثالث تحت عنوان: الخطأ والصواب في النحو والصرف وتراكيب الجمل. وفي هذا الباب تناولنا الأخطاء في ثمانية وعشرين فصلاً من الألف إلى الياء، والهدف من هذا الباب التعرف على الأخطاء اللغوية التي تخالف قواعد الدارسين، والأخطاء التي تخالف قواعد الصرف العربي وقواعد الاشتقاق وكذلك تركيب الجمل. وفي الباب الرابع والذي بعنوان: الخطأ والصواب في المعنى، وفي هذا الباب المقسم إلى ثمانية وعشرين فصلاً حسب حروف العربية من الألف إلى الياء حاولنا جهدنا رصد الجمل والتراكيب التي يخطئ الناس في قصد معانيها ثم الإشارة إلى المعنى الصحيح، وكذلك بعيداً عن قصد الترتيب الهجائي داخل كل فصل. وأخيراً نشير إلى أن خير معين لنا في دراستنا هذه الشواهد من القرآن الكريم، الذي رفع الله ــ تعالى ــ به لغة الضاد، وحسن على قواعد النحو، والحديث النبوي الشريف ما أمكن بالإضافة إلى شواهد من الشعر العربي عبر العصور تعضد دراستنا هذه. ونحن في كتابنا هذا لا نقصد الخطأ بمقدار حرصنا على الصواب الذي هو غايتنا، بل نزعم أن الذين يهتمون بالعربية لابد لهم من دليل يرشدهم إلى الأخطاء التي دخلت إلى العربية، ونشير إلى أن هذه الأخطاء ليست في عصرنا وحده، فلقد دخلت إلى العربية على مدار العصور المتعاقبة، لكن كلما ابتعد بنا الزمان عن لغتنا العربية زادت الفجوة بيننا وبينها وزادت أخطاؤنا.