إن هذا البحث الرواية الميتارواية - السردية - تصدر عن مراجع بأكثر من لغة وتتمأسس فوق ثلاث أديان أو أكثر من أصول تلك الأديان الفطرية وفي تحوراتها، كما تحاول العودة بالظواهر ما يشارف تاريخ العالم عربياً وغربياً.ويمكن القول بأن هذا البحث يظل وحيداً ومتوحداً، حتى أن بالإمكان القول بأنه ربما لم يكتب أحد في موضوع هذا البحث بعد، وفي مرح...
قراءة الكل
إن هذا البحث الرواية الميتارواية - السردية - تصدر عن مراجع بأكثر من لغة وتتمأسس فوق ثلاث أديان أو أكثر من أصول تلك الأديان الفطرية وفي تحوراتها، كما تحاول العودة بالظواهر ما يشارف تاريخ العالم عربياً وغربياً.ويمكن القول بأن هذا البحث يظل وحيداً ومتوحداً، حتى أن بالإمكان القول بأنه ربما لم يكتب أحد في موضوع هذا البحث بعد، وفي مرحلة من مراحل هذا البحث تروي الباحثة قصة الإمام أحمد بن حنبل مع الجهميين وتنويعاتهم وأسلافهم وسلالتهم السابقة على الإسلام واللاحقة لهم وضحاياهم يقف الإمام أحمد بن حنبل ومن استلهمه مثالاً على الإستقطاب العنيف.وقد قيض بن حنبل أفضل من يمثل كرامة المبدع وصلابة المناضل بالكبر والإستعصاء على المساومة والمثابرة على البحث عن الحقيقة والثبات على المبدأ، فابن حنبل من أولئك الذين يستوحشون طريق الحق لقلة سالكيه، بل سار على الدرب حتى النهاية.ويوصفه والشافعي وغيرهما أبطال سردية بديلة ما تنفك تعبر عن نفسها كل يوم في مقاومة تنويعات الجهميين ويتراءى الإمام أحمد بن حنبل ورفاقه لضحيا أعراب الشتات ونظائر الأخيرين وأنفالهم نبراساً للثبات والكرامة، فقد كان الإمام أحمد بن حنبل وبقى تباعاً على رأس هؤلاء الضحايا، وقياساً تغدو وتنويعات أعراب الشتات وأنفالهم بهذا الوصف شخصيات رئيسية بدورها لهذه الميتارواية السردية البديلة بوصفهم ما يسمى البطل المناوئ أو الشرير في الأفلام، يغدون عكس ما صوروا أنفسهم بوصفهم الأبطال النبلاء والأنبياء والقضاة والأحبار والأسباط وكل من عداهم أشرار وشياطين فخصوماً للعرب.وإلى هذا فإن معظم مادة هذه الميتاسردية - سردية هي من الواقع أو من أحداث تاريخية تمثلت في فترات زمنية وأماكن معينة، وقياساً تنظم هذه الميتاسردية الوقائع والأحداث في مساحة زمكانية وفق عناصر أولية من أفكار أو قضايا أو مسائل جدلية أو أشياء متعلقة بالنتيجة ومن شخصيات وأبطال تلك الأحداث والأفكار إلخ...وهناك راوٍ يقف خارج السردية، وهناك رواة أبطال السردية وتستدعي هذه الميتاسردية بكلما تيسر ووفق لمحات من الموروث ومن العقيدة أو العقائد سواء سماوية أو ما يسمى كريم المعتقدات، على أنه حيث تختزل شخصيات وأبطال هذه الميتاسردية، المتيارواية - السردية غير الرسمية - أحداث وطروحات تعبر عن نفسها في أفكار وكلمات وأشياء أكثر منها وقائع متوالية لتلك لأحداث والطروحات يغدو الإمام أحمد بن حنبل عقل وقلب تلك الأفكار والكلمات فيما يتراءى للقارئ في هذه الميتارواية كل من الإمام الشافعي وأحمد بن نصر وأي ذر القفاري والحلاج.وقد عاصرت الشخصيات الرئيسية لهذه الميتاسردية تلك الأحداث وسجلت تاريخها بصدق وجسارة قلب العالم الورع والباحث الصارم مع نفسه ومع الخصوم حد الشهادة، ويبقى من أكثر ما يهم هذه الميتاسردية الكشف عن قياسات على خصرم الإمام من بين تلك الشخصيات والحركات والظواهر التاريخية الفكرية التي كانت قد ثابرت على الظهور والنشوء ثم التحور فالذبول لتعود مجدداً في أثواب ومزوقات جديدة أو مجددة في كل مرة.وفيما حلا شخصيات بعينها فهناك القاضي أحمد بن دُؤَاد وتنويعات عصاة الخلافات منذ إغتيال عثمان عبوراً بأبطال فتنة خلق القرآن الكريم ونظائرهم، عصاة البابوية، وفيما يتحاور وقد تتجادل معظم شخصيات الرواية إفتراضياً سوى أن الشيخ - وهو الإمام أحمد بن حنبل - يعدو وكأنه يساحل كل من مشتاق وغريب، رغم أن الشيخ لا يراهما - لعل بعضنا صدى للشيخ أو بعضنا بعضاً.