كان الشيخ ابن باز - رحمه الله - من أعلام الدعوة الإسلامية في نهايات القرن العشرين، نفع الله بعلمه الداني والقاصي، ووهبه محاسن الأخلاق وحب الناس واقتدائهم بعمله قبل علمه، وهذه الدراسة للدكتور "خالد النجار" من باب الترجمة لبعض جوانب شخصية الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله -، وأجزاء من سيرة حياته العامرة بالمواقف الإيمانية. • جاء إ...
قراءة الكل
كان الشيخ ابن باز - رحمه الله - من أعلام الدعوة الإسلامية في نهايات القرن العشرين، نفع الله بعلمه الداني والقاصي، ووهبه محاسن الأخلاق وحب الناس واقتدائهم بعمله قبل علمه، وهذه الدراسة للدكتور "خالد النجار" من باب الترجمة لبعض جوانب شخصية الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله -، وأجزاء من سيرة حياته العامرة بالمواقف الإيمانية. • جاء إلى الشيخ ابن باز بعض طلبة العلم وقالوا: يا شيخ إن الشيخ فلان عنده مخالفات في كذا وكذا، وأثبتوا المخالفات فعلاً، فهَمَّ الشيخ أن يكتب له نصيحة، وطلب الكاتب وكتب النصيحة كاملة، فلما جاء في آخر النصيحة، قال له أحد الحضور: يا شيخ وإنه يقول فيك كذا وكذا، أنت يا شيخ، فأخذ الشيخ الورقة ومزقها، قال: لا، لا يظن أنني أنتصر لنفسي!!. • وفي مجمع الفقه الإسلامي - وكان يضم العديد من العلماء على شتى المذاهب الفقهية المعاصرة: فهذا مالكي وهذا شافعي وهذا حنفي وهذا حنبلي - فقام أحد علماء المالكية وتهجم على الشيخ، وتكلم عليه وقال أنتم يا الوهابية تقولون كذا وكذا، فقال الشيخ له: سبح، سبح، لكن الشيخ الآخر أصبح يزيد كلما قال له الشيخ: سبح سبح يزيد، فالشيخ رحمه الله ما تكلم ولا بكلمة، ولما انتهى قال الشيخ رحمه الله لأحد مرافقيه أحضر ثلاثين نسخة من الكتاب الفلاني غداً، ووزعها على أصحاب الفضيلة المشايخ، فمن الغد أتوا بثلاثين نسخة ووزعوها على المشايخ الموجودين في مجمع الفقه الإسلامي، ثم قال الشيخ رحمه الله: هذا الكتاب الذي معكم مؤلفه مالكي، فإن وجدتم فيه ما يخالف مذهبنا، أو يخالف مذهب مالك، فأخبرونا ونحن نرجع إلى الحق إن شاء الله، هذا الذي في الكتاب هو من أئمتكم وهو يوافق ما نحن عليه والذي عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. فانظر إلى علمه رحمه الله، وحسن تأدبه مع العلماء، ما قال أنت جاهل أو غير ذلك. • حدّث مرة سائقه شاهين عبد الرحمن، وطباخه نصير أحمد خليفه: أن الشيخ - رحمه الله تعالى - لما ذهب إلى مسكنه في مكة، دخل البيت وقت الغداء، فلم يسمع أصوات الناس، الذين يأتون إليه ويتغدون عنده ويتعشون! فسأل أحد مرافقيه: ما بال الناس اليوم ما أتوا!! ما أسمع أصوات!! فقال له: إن الحرس قد منعوهم! فغضب - رحمه الله - وخرج إلى الحرس وزجرهم، وأمر بإدخال الناس كلهم إلى الغداء