الاتجاهات الحديثة في الإدارة

نبذة النيل والفرات:شهدت الإدارة في الثلاثين عاماً الأخيرة-أي في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية- تقدماً واضحاً وتطوراً ملموساً في مجالات اتخاذ القرارات الإدارية. فمن استعمال التخمين والتقدير الشخصي إلى استعمال الأسس العلمية والتحليل الرياضي والكمي لمشاكل الإدارة للوصول إلى أفضل تحقيق للأهداف بأقل التكاليف. ويعزى هذا التقدم والتطور إلى بحوث العمليات وعلم الإدارة الذي تطور وأصبح يشكل جزءاً لا يتجزأ من الفكر الإداري الحديث، ومجاله الواضح والأساسي هو تقديم الوسائل المختلفة والمساعدة في اتخاذ القرارات الإدارية.والكتاب الحالي هو أول الكتب في سلسلة علمية للاتجاهات الحديثة في الإدارة، وهو عن البرمجة الخطية وبيرت، وسيليه كتاب ثاني عن نظرية المخزون والصيانة والإحلال ونظرية صف الانتظار، ثم كتاب ثالث عن نظرية اتخاذ القرارات الإحصائية. والاتجاه الحالي للكاتب هو اتجاه تطبيقي أي دراسة هذه الوسائل من وجهة نظر إدارية وليس من وجهة نظر رياضية بحتة، فإن ما يهم المدير أو طالب إدارة الأعمال هو معرفة كيفية وأسس تطبيق هذه الوسائل على المشاكل القرارية. وليس الإلمام بطريقة وكيفية التوصل إلى النماذج والوسائل فهذا موضوع للدراسات الرياضية البحتة، وليس لدراسات إدارة الأعمال. وكذلك اهتم الكاتب باستعمال الحد الأدنى الضروري من الرياضيات لتفهم هذه الوسائل واستيعابها.وبالعودة لمضمون هذا الكتاب، والذي كما أسلفنا وهو الأول نجد أنه قد جاء مقسماً إلى ثلاثة أجزاء، في الجزء الأول تم استعراض البرمجة الخطية ومبادئها الأساسية، ابتداء من دراسة أسس وكيفية تكوين المشكلة القرارية الخاصة بها، والحل البياني والحل الجبري لإحدى هذه المشاكل، وطريقة السبملكس، إلى دراسة لموضوعات ومشاكل خاصة في البرمجة الخطية ومن ثم دراسة لعدد من التطبيقات العملية على البرمجة الخطية.وفي الجزء الثاني تم التعرض لمشكلتي النقل وتوزيع العمل وهما حالتان، خاصتان من حالة البرمجة الخطية. وركز الجزء الثالث من الكتاب على دراسة تخطيط ومراقبة تنفيذ المشروعات (بيرت)، وتبدأ بدراسة المبادئ العامة وأسس تطوير طريق بيرت، وكيفية إيجاد المسار الحرج، ودراسة تقدير الأوقات المختلفة للمشروع والأنشطة، والتكاليف وتوزيع الموارد، وفي النهاية عدد من التطبيقات العلمية والعملية لبيرت.