يقدم هذا الكتاب (أنين القصب) عملاً روائياً متميزاً، يبني الذاكرة الفلسطينية من حكايات قديمة - حاضرة متوالدة، ويشتق الهوية الفلسطينية من الحب والذاكرة المقاومة والزمن المفتوح.ويجمع الحكايات والتعليق عليها والصوت الجماعي الذي يكتب ما رواه غيره.ويتميز الكتاب في أكثر من اتجاه، وهو يعيد كتابة الموروث الحكائي الفلسطيني، ويحفظ ذاكرة جم...
قراءة الكل
يقدم هذا الكتاب (أنين القصب) عملاً روائياً متميزاً، يبني الذاكرة الفلسطينية من حكايات قديمة - حاضرة متوالدة، ويشتق الهوية الفلسطينية من الحب والذاكرة المقاومة والزمن المفتوح.ويجمع الحكايات والتعليق عليها والصوت الجماعي الذي يكتب ما رواه غيره.ويتميز الكتاب في أكثر من اتجاه، وهو يعيد كتابة الموروث الحكائي الفلسطيني، ويحفظ ذاكرة جماعية، تقاوم تداعي الذاكرة بقوة المكتوب، ويواجه سطوة النسيان بقوة الذاكرة. ويستولد الفلسطيني الذي يكره العدوان والانتقام، من عوالم العشق الفاتنة والمقدّس الذي تأنّس، بعيداً عن منظور صهيوني يقدس الرماد والرميم.ويمزج الكتاب المفرد بالجماعي بمعنى القيم والمثل والأغراض السامية، لا بمعنى جغرافي مريض مجزوء. ويعبر بتقنية الحاشية التي تعقبها حاشية أخرى عن تكافل الحكاية المفردة والحكاية الجماعية الكبيرة، ذلك لأن راوي الحكاية يسرد ما رواه غيره، ويكتب حواشيه المتلاحقة من حكايات متعددة، كما لو كان شخصية جميلة من بين الشخصيات الكثيرة التي روى أقدارها.ويبرهن الكتاب أن لدى الرواية الفلسطينية ما تقوله دوماً، ويبني القول الروائي في حكايات متناسلة تعطي ملامح من فلسطين التي كانت قبل أن يدمرها الغزاة ويطلقونها متناثرة على ألسنة الرواة بشكل جميل.