على امتداد صفحات هذا الكتاب، يتحدث مجنون العرب، عما قام به من مغامرات لها العجب، وبالطبع فإن من حقنا- نحن العقلاء- أن نصدقه أو نكذبه فيما يرويه لنا، ويصرف النظر عن التصديق أو التكذيب، فإن هذا المجنون لا يتردد أبدًا في استخدام ما لديه من حيل، طالما أنها تفتح أمامه السبل.. فلديه طاقية للإخفاء، تخفيه عن الأنظار حين يشاء، ولديه بساط...
قراءة الكل
على امتداد صفحات هذا الكتاب، يتحدث مجنون العرب، عما قام به من مغامرات لها العجب، وبالطبع فإن من حقنا- نحن العقلاء- أن نصدقه أو نكذبه فيما يرويه لنا، ويصرف النظر عن التصديق أو التكذيب، فإن هذا المجنون لا يتردد أبدًا في استخدام ما لديه من حيل، طالما أنها تفتح أمامه السبل.. فلديه طاقية للإخفاء، تخفيه عن الأنظار حين يشاء، ولديه بساط الريح، وبفضله يتنقل وهو مستريح، كما أن لديه صاروخًا عابرًا للزمان، يمكنه من الوصول بكل أمان إلى أي زمان كان!وبفضل هذه الحيل وسواها، وبفضل وسائل أخرى أهديت له أو اشتراها، تمكن مجنون العربي أن يتنقل دون أي تعب ما بين مكان ومكان، وأن يطير من زمان إلى زمان، وأن يلتقي مع أصدقاء أعزاء لم يعودوا من الأحياء، وأن يستمع إلى شعراء عظماء، ممن غابوا عن الدنيا منذ سنوات وسنوات، أو حتى منذ قرون غرقت في بحر الظلمات، ومع كثرة التنقلات والأسفار والرحلات أتيح له أن يعرف ما لم يكن يعرف، وأن يعيش كالوتر المشدود بين رعد الغضب وليالي الطرب!من الرحلات والمغامرات والحكايات التي يشتمل عليها هذا الكتاب، حكاية الخروف الذي استنجد بالمجنون، بعد أن رأى المسلمين يذبحون أقاربه ويأكلون من لحمهم الضاني، خصوصًا في عيد الأضحى، وقد تم تحويل هذا الخروف بعد طول تفكير إلى خنزير، لكنه اكتشف أن المسيحيين لن يرحموه، ولحل المعضلة أو المشكلة تمت عملية تحويله إلى بقرة، فأصبح معبود الهندوس، وبمجرد شعوره بأنه أصبح بقرة تحول إلى طاغية مستبد، يقوم أعوانه بتهريب الهدايا والقرابين من الهند إلى بنوك سويسرا وسواها من البنوك الأجنبية!والآن يمكننا- نحن العقلاء- أن نبدأ الرحلة مع مغامرات المجنون، لكن الشاعر العاقل حسن توفيق الذي قام بتسجيل تلك المغامرات، يؤكد أنه ليس مسئولًا عما قد يحدث، لأنه مجرد مدون ومسجل لتلك المغامرات المكتوبة بأسلوب المقامات، وهو يعلن للجميع أنه مستعد لأن يتبرأ منها، إذا أحس أنها ستوقعه في أي مأزق!