جاء هذا الكتاب تحت عنوان: "مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف"، وهو يتعرض لجملة من المشاكل التي تواجهها الأسرة في كافة جوانب الحياة، سواء تلك المشاكل الناشئة عن التربية الخاطئة، أو المتعلقة بتحمل أعباء الأسرة إن لجهة توجيهها وإرشادها أم لجهة تأمين نفقاتها وحاجياتها الأساسية، أو الكمالية، أو الأضرار التي يتعرض لها الأولاد والأطفال داخ...
قراءة الكل
جاء هذا الكتاب تحت عنوان: "مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف"، وهو يتعرض لجملة من المشاكل التي تواجهها الأسرة في كافة جوانب الحياة، سواء تلك المشاكل الناشئة عن التربية الخاطئة، أو المتعلقة بتحمل أعباء الأسرة إن لجهة توجيهها وإرشادها أم لجهة تأمين نفقاتها وحاجياتها الأساسية، أو الكمالية، أو الأضرار التي يتعرض لها الأولاد والأطفال داخل الأسرة، سواء كانت هذه الأضرار على الصعيد المادي، أو المعنوي، وسواء أكانت تحرشاً جنسياً، أو ضرباً تعسفياً مؤذياً، وكذلك حول حق الأولاد بالتعلم وحدود هذا الحق والأولويات المرتبطة به، وفي نفس الوقت تعرض الكتاب لموضوع حق الأولاد في الحياة الكريمة، فتحدث عن رأي الشرع الحنيف في موضوع الإجهاض باعتباره أمراً مرتبطاً بالأسرة التي ستنشأ وحق هؤلاء الأولاد القادمين بالحياة، خاصة إن هذا الموضوع من المواضيع المطروحة بقوة في أيامنا هذه، وعندما يتحدث عن مشاكل الأسرة فلا يمكن أن يهمل عنصراً أساسياً في هذه المشاكل المتعلقة بالأيتام الذين يفقدون آباءهم، وكيفية التعامل معهم باعتبارهم عنصراً ضعيفاً في المجتمع لا بد من رعايتهم لما لترك هذه الرعاية من أثر سلبي عليه، وما هي نظرة العرف لهؤلاء الأيتام؟ وكيفية تعاطي الشرع الحنيف معهم، وفي مجال الأسرة كان لا بد من الحديث عن مواضيع ذات صلة لصيقة بها، وهي العلاقة مع الوالدين، وعلاقتهما هم مع أبنائهم، وكيف حدد الشرع الحنيف أطر هذه العلاقة؟، وما هي أحكامها؟ وكيف هي النظرة الإسلامية لما هو متداول عرفاً في هذا المجال؟، وحيث أنه تحدث عن الأسرة فلا بد من التعرض للأسرة الأكبر التي تخرج من دائرة البيت الواحد لتتعداه للعلاقة ببيوت متعددة، وهي العائلة بمفهومها الأشمل والتي تشمل كل الأرحام، فكان لا بد من الحديث عن صلة الرحم، والواجبات المترتبة عليه، وكيف يتعامل الناس في أيامنا هذه مع أرحامهم؟، ثم طرح موضوعاً مهماً في مجال الأسرة هو موضوع النسب والتبني، ورأي الإسلام في معالجة المشاكل الناتجة عن إنكار النسب، أو ادعائه، ورأي الإسلام في موضوع التبني باعتباره من المواضيع الرائجة في عرف هذه الأيام، حتى بات البعض يظن بشرعية ما لا شرعية له. وباعتبار أ، لأفراد الأسرة على بعضهم إضافة للحقوق المعنوية حقوقاً مادية تعرضت لموضوع الإرث والوصية باعتبارهما من المسائل المهمة في الأسرة والتي يوجد فيها الكثير من المشاكل ويوجد أيضاً الكثير من الأعراف الخاطئة التي لا بد من التنبيه عليها والتحذير من خطر الوقوع فيها منعاً من الظلم وتوضيحاً للحكم الشرعي في هذا المجال ليتبين ما هو الصحيح وما هو الخاطئ من العرف المتداول في أيامنا هذه، ولعل الأسر التي تعيش في بلادنا تتعرض لمشاكل أقل من تلك التي تعيش في بلاد الغربة لذلك أفردت لموضوع أسرنا وأولادنا في المغتربات بحثاً مستقلاً لأهمية الموضوع، ولكونه من المسائل التي يعاني منها أهلنا في المغتربات، فلا بد من تحديد الرأي الشرعي في هذا المجال.إن هذا الكتاب يتميز بأنه ليس بحثاً نظرياً بحتاً، ولا هو كتاب فقهي يحدد الرأي الفقهي من دون التعرض لحيثيات ووقائع المشكلة التي نبين فيها الرأي الشرعي، بل هو كتاب عملي تجد فيه العرض النظري الأولي لموضوع البحث، ثم عرج على المشاكل العملية التي تحصل في هذا المجال انطلاقاً من عنوان البحث، ثم تعرض لبعض الأعراف ومدى شرعيتها أو عدمها.