دوتْ الصرخة من جوف الأرض..من السماء..من الفراغ;أحاطت بالجميع,ونفذت في لحظة,كسهمٍ مسمومٍ,إلى أعمق نقطة في أرواحهم.صرخة طويلة كانت;مريعة,قاسية,وموجعة.كعواء ذئبٍ جهنمي,تكويه وتذيب لحمه نيرانُ سَقَر.اخرسَّتْ الأصوات,وبُهِتتْ الوجوه والضحكات.انكمش الأطفال ملتصقين بأمهاتهم في رعب,وانخلعت قلوب النساء في ارتياع.أما الملك المظفر فقد هبَّ...
قراءة الكل
دوتْ الصرخة من جوف الأرض..من السماء..من الفراغ;أحاطت بالجميع,ونفذت في لحظة,كسهمٍ مسمومٍ,إلى أعمق نقطة في أرواحهم.صرخة طويلة كانت;مريعة,قاسية,وموجعة.كعواء ذئبٍ جهنمي,تكويه وتذيب لحمه نيرانُ سَقَر.اخرسَّتْ الأصوات,وبُهِتتْ الوجوه والضحكات.انكمش الأطفال ملتصقين بأمهاتهم في رعب,وانخلعت قلوب النساء في ارتياع.أما الملك المظفر فقد هبَّ على قدميه فزعاً,محيطاً به وبأسرته,في لمح البصر,حراسه من الجن.ألجمت المفاجأة ألسن الجميع,وشلّت قدراتهم على التصرف أو التفكير.بالأعلى,في حجرة الملك الأكمل,فتح الشيخ عينيه بغتة,منقلبة سحنته الوادعة,وقد عصفت به الصرخة وزلزلته..كان يعلم مصدرها;من أين أتت,وما السر من ورائها.انسحق قلبه في جوفه رعباً وهلعاً.كان يعرف ما سيحدث بعد لحظات.* * *يقولون أن الأسرار لا تموت;قد تبقى دفينة لسنواتٍ,لكنها دوماً ما تعود للحياة.وكان لمملكة (أنطاكيا) سرٌ أبقاه مليكها لأعوامٍ طويلة حبيساً في عالم الظلال,يكبر ويتعاظم ويستمد قوته من الظلام والشر,إلى أن بُعث مجدداً للحياة,وحينها كانت الكارثة التي زلزلت كيان مملكتنا.في تلك الرواية الفانتازية,ننطلق مع الأميرة (سلام) في رحلة مثيرة وغير مسبوقة,إلى العالم الخارجي,الذي لم يجسر أحدٌ قبلها على ارتياده خارج أسوار المملكة.رحلة تبحث فيها عن وسيلة لإنقاذ بلادها من الهلاك,وتلبي فيها ذاك النداء الغامض الذي ينبض في أعماقها..نداء الملك.