بعد 4 أعوام من بداية شروعي فى كتابة (فى بلد اللحى) وعامين من نشره يمكننى فقط أن أكتب عنه تعليقاً;لا بكوني كاتبه,بل بكوني محض قارئ متواضع تماماً...قارىء فحسب.دعك إذن من حشري فى خانة الكاتب المدافع عن عمله بحرارة أو الناقد له بقسوة (ليدفع التهمة),وتعال ننقد الكتاب سوياً كقارئين محترفين..ما رأيك؟ :)تميز الكتاب بتنوع أفكاره,تنوع قصص...
قراءة الكل
بعد 4 أعوام من بداية شروعي فى كتابة (فى بلد اللحى) وعامين من نشره يمكننى فقط أن أكتب عنه تعليقاً;لا بكوني كاتبه,بل بكوني محض قارئ متواضع تماماً...قارىء فحسب.دعك إذن من حشري فى خانة الكاتب المدافع عن عمله بحرارة أو الناقد له بقسوة (ليدفع التهمة),وتعال ننقد الكتاب سوياً كقارئين محترفين..ما رأيك؟ :)تميز الكتاب بتنوع أفكاره,تنوع قصصه,تنوع تيماته,تنقله بين ألوان عدة للأدب ما بين الرومانسية والإجتماعية والسياسية حتى الحديث عن كرة القدم.سنجد هاهنا أن الكاتب قد حالفه الحظ بالتنبوء ببعض الأشياء الهامة: الثورة فى قصة (كبش الفداء),حكم التيار الإسلامى فى قصة (فى بلد اللحى),وأخيراً مصيبة مباراة الزمالك والإفريقى التونسي الشهيرة فى قصة (قصة لا تنتهى).بالتأكيد لا أصفق لبراعته ولا عبقريته الفذة لكن لاحظ معي أن الكتاب تم الإنتهاء منه فى 2010 ونشره فى مطلع يناير 2011,إذن لا مفر من الإعجاب بتلك التوقعات.اسلوب الكاتب كان سلساً بسيطاً فلا لغة قوية هاهنا ولا ألفاظ فخيمة أو كلمات طنانة,هناك من يعتبر هذا عيباً قاتلاً,وهناك من يعشق البساطة ويكتفى فقط بالحدوتة,أعتقد أنى من الصنف الثانى,كما شعرت به أكثر كاسلوب روائى (فى طريقة السرد والوصف) أكثر منه قصصى ولكن هذا لن يظهر الآن فى الكتاب الأول.أما من ناحية العيوب فيمكننا القول بضمير مستريح أن عيب الكتاب الأول والقاتل هو مباشرته المبالغ فيها,كل القصص تشهد طابع المباشرة فى الحديث والحوار بين الشخصيات حتى لتتوقع الجملة التالية والموقف القادم من سير الحوار,وطبعاً لم يسلم السرد من تلك المباشرة الزائدة,لا أقول أن الكتاب يجب أن يكون طلسماً يستحيل فكه أو فهمه ولكن فى نفس الوقت لا يجب أن يكون كطلقة مباشرة تصيب الهدف وإلا صارت القصة مجرد مقال إنشائي,ينقص الكاتب بعض المراوغة,التحرر فى السرد,الرمزية,الإحترافية في الإسلوب,وبعض القراءة والإطلاع على أعمال أخرى لغير د.نبيل فاروق..الكثير من القراءة فى الواقع.هناك عيب أخير لا يمكن إغفاله هو التركيز على إسلوب النهاية المباغتة المغايرة لتوقع القارىء,تكرر هذا فى معظم القصص حتى صارت (الترقيصة) من الكاتب متوقعة ومنتظرة.إذن بعد كل هذا لماذا الثلاث نجمات؟ :1- لإنه كاتب مبتدىء وهذا كتابه الأول,فنجمة للتشجيع لن تضر أحداً2- لأنه توقع بعض الأشياء واجتهد وأصاب فيما اجتهد3- لأنى قضيت وقتاً ممتعاً فى الكتاب (مشيها ممتعاً)4- لخلو الكتاب من ألفاظ بذيئة,مشاهد جنسية فجة,أنا كقارىء أعترف أن تلك الأشياء تقلل من استمتاعى بكتاب أو بعمل ما.إنتهاءاً:الكتاب كبداية يُعتبر إنطلاقة جيدة,ليست كافية حتماً وأمام الكاتب جهداً وسفراً طويلاً ليتحرر من عباءة د.نبيل فاروق ويصير محترفاً يرسم لنفسه خطاً خاصاً به وحده..فللنتظر إذن ..وليكونن انتقامى منه مريعاً إن جاء الكتاب التالى على نفس السير.