ابتغى أسامة بن لادن ومرشده أيمن الظواهري من اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر، الحيلولة دون أفول "الجهاد المقدس" الذي نظّرا له في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وكانا يأملان بضربهما "العدو البعيد" الأميركي في عقر داره، أن يثيرا الحمية في نفوس مؤيديهما، ويغلّبا النزعة الإسلاموية المتشددة في العالم الإسلامي. ولقد حدث هذا التحريض في وقت كا...
قراءة الكل
ابتغى أسامة بن لادن ومرشده أيمن الظواهري من اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر، الحيلولة دون أفول "الجهاد المقدس" الذي نظّرا له في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وكانا يأملان بضربهما "العدو البعيد" الأميركي في عقر داره، أن يثيرا الحمية في نفوس مؤيديهما، ويغلّبا النزعة الإسلاموية المتشددة في العالم الإسلامي. ولقد حدث هذا التحريض في وقت كان فيه مسار السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني في حالة "موت سريري"، ويتعرّض لهجمة عنيفة إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وما نجم من أعمال عنف وقتل وتفجيرات انتحارية عزم تنظيم "القاعدة" على استغلالها لـ"تهييج" الشارع الإسلامي بغية مضاعفة نفوذه لديه. أما الرد الذي شرعت فيه واشنطن على الاعتداءات التي طاولتها، فقد اندرج في نطاق أوسع مجالاً: جعلت "الحرب على الإرهاب" تتجاوز مطاردة بن لادن إلى تحقيق الهدفين الاستراتيجيين لسياستها الشرق أوسطية: توفير الأمن لإسرائيل؛ والحرص على سلامة إمدادات النفط إليها من دول الخليج. غير أن احتلالها العراق احتلالاً محفوفاً بالمخاطر، وانصراف قادتها بتحريض من تيار "المحافظين الجدد" إلى بسط تطلعاتهم لـ"إصلاح" الدول الإسلامية والعربية والهيمنة على "شرق أوسط كبير" تابع ومقولب بمقاسهم، فاقما من تفجر المنطقة وازدياد أعمال العنف والقتل فيها، حتى صار باب الاحتمالات السوداء مفتوحاً على مصراعيه. ولا يعدو القتل اليومي للمواطنين العراقيين ومشاهد التعذيب المقززة، الذي مورس بحق السجناء العراقيين في "أبو غريب"، وعمليات خطف الأجانب في العراق وإعدامهم وذبحهم من قبل "الجهاديين" الإسلاميين، إلا دلائل على المأزق الذي بات يتخبط فيه العالم الإسلامي، ونذيراً بالفتنة.