مؤلف هذا الكتاب (ثلاثة ملوك في بغداد)، واحد من رجال المخابرات العسكرية البريطانية الذين أمضوا في العراق أكثر من ربع قرن، واطلعوا على المزيد من أسرار السياسة العراقية في العهد الملكي، وشاركوا بصفة غير مباشرة في نسخ بعض جوانبها. فلقد قدم العقيد جرالد دي غوري إلى العراق أول مرة في سنة 1924 ضابطاً في قوات المرتزقة (الليفي) التي أنشأ...
قراءة الكل
مؤلف هذا الكتاب (ثلاثة ملوك في بغداد)، واحد من رجال المخابرات العسكرية البريطانية الذين أمضوا في العراق أكثر من ربع قرن، واطلعوا على المزيد من أسرار السياسة العراقية في العهد الملكي، وشاركوا بصفة غير مباشرة في نسخ بعض جوانبها. فلقد قدم العقيد جرالد دي غوري إلى العراق أول مرة في سنة 1924 ضابطاً في قوات المرتزقة (الليفي) التي أنشأها الجيش الإنكليزي إثر احتلاله العراق خلال الحلاب العالمية الأولى، ليعهد إليها بحراسة المؤسسات العسكرية الإنكليزية، ومن ثم خدم في البعثة العسكرية البريطانية التي كانت تشرف على تكوين الجيش العراقي خلال الفترة بين سنتي 1924 و1929. وفي سنة 1940 تم إرساله إلى المملكة العربية السعودية كضابط اتصال سياسي فأمضى هناك سنة كاملة، عاد بعدها إلى العراق ليشد من أزر عبد الإله ونوري السعيد أثناء ثورة أيام سنة 1941. ونظراً لخدماته التي أداها أثناء ثورة أيار فقد أهداه عبد الإله وسام الرافدين بعدها، أصبح وزيراً مفوضاً لبريطانيا في العراق. وفي سنة 1943 قام دي غوري بحولة في الجزيرة العربية ووضع عنها كتاباً سماه (العربية السعيدة). ويمثل الكتاب الذي بين يدينا سرداً موجزاً للأوضاع التي شهدها العراق منذ قيام العهد الملكي حتى سقوطه في شهر تموز سنة 1958، وهو يكشف عن بعض الجوانب غير المعروفة عن تلك الأوضاع، وعلى الأخص ما اتصل منها ببعض الحوادث المهمة من أمثال انقلاب بكر صدقي، ومقتل الملك غازي، وقيام ثورة أيار سنة 1941، ووثبة كانون سنة 1948، والتطورات التي سبقت ثورة الرابع عشر من تموز 1958. ويعتبر الكتاب في الدرجة الأولى بمثابة مذكرات أو ذكريات ملاحظات شخصية، كتبت بأسلوب رشيق سهل خال من التعقيد، وهو يعتبر في الواقع مصدراً مهماً من مصادر تاريخ العراق الحديث لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى أي باحث أو مؤرخ.