لاستهلاك الاستعراضي الذي يحفظ الثقافة الماضية المجمدة ، و يتضمن التكرار المستعاد لتبديها السلبية ، يعكس بوضوح في قطاعه الثقافي ما يمثله ضمنياً في كليّته : أي توصيل مالا يقبل التوصيل . في هذا الإطار . يتم الاعتراف بوضوح بالتدمير الصارخ للغة بوصفه قيمة إيجابية رسمية ، لأن المقصود هو إعلان المصالحة مع الوضع السائد للأمور ،الذي يتم ...
قراءة الكل
لاستهلاك الاستعراضي الذي يحفظ الثقافة الماضية المجمدة ، و يتضمن التكرار المستعاد لتبديها السلبية ، يعكس بوضوح في قطاعه الثقافي ما يمثله ضمنياً في كليّته : أي توصيل مالا يقبل التوصيل . في هذا الإطار . يتم الاعتراف بوضوح بالتدمير الصارخ للغة بوصفه قيمة إيجابية رسمية ، لأن المقصود هو إعلان المصالحة مع الوضع السائد للأمور ،الذي يتم فيه بابتهاج إعلان غياب كل تواصل . و بديهي أنه يتم إخفاء الحقيقة النقدية لهذا التدمير ، التي هي الحياة الفعلية للشعر والفن الحديثين ، لأن الاستعراض ، الذي له وظيفة جعل التاريخ منسياً في الثقافة ،يطبق في الجدة – الزائفة لوسائله الحداثية نفس الاستراتيجية التي تشكل جوهره . و من هنا يمكن لمدرسة للأدب ـ الجديد ، تعترف ببساطة بأنها تتأمل الكلمة المكتوبة لذاتها ، أن تقدم نفسها علي أنها جديدة . وفضلاً عن ذلك ، والي جانب الإعلان من البسيط عن الجمال الكافي لتحلل ما يقبل التوصيل ، فإن أحدث اتجاهات الثقافة الاستعراضية ـ وأشدها ارتباطاً بالممارسة القمعية للتنظيم العام للمجتمع ـ تسعى ، عن طريق أعمال جماعية الي إعادة تشكيل وسط محيط فني ـ جديد مركب انطلاقاً من عناصر متحللة ، خصوصاً في محاولات العمران الحضري لفرض تكامل الأنقاض الفنية أو التهجينات الجمالية ـ التقنية . ويعبر هذا ، علي مستوي الثقافة ـ الزائفة الاستعراضية ، عن المشروع العام للرأسمالية المتطورة الذي يستهدف الإمساك من جديد بالعامل المفتت باعتباره (( شخصية متكاملة جيداً في الجماعة )) ، وهذا هو الميل الذي وصفه السوسيولوجيون الأمريكان ريزمان ، ووايت ، إلخ . إنه نفس المشروع في كل مكان : إعادة البنية دون جماعة إنسـانيةجـى ديبـور