نبذة النيل والفرات:يضم هذا الكتاب بين دفتيه دراسة لأهم معالم تاريخ العصور الوسطى الأوروبية وحضارتها وهو ثمرة عمل المؤلف الدكتور "جوزيف نسيم يوسف" في هذا الميدان من ربع قرن. بدأه بالتعريف بتلك العصور التي اقتطعت من تاريخ البشرية أكثر من عشرة قرون من الزمان، وما ثار حول بدايتها ونهايتها من آراء وأفكار. وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يضم هذا الكتاب بين دفتيه دراسة لأهم معالم تاريخ العصور الوسطى الأوروبية وحضارتها وهو ثمرة عمل المؤلف الدكتور "جوزيف نسيم يوسف" في هذا الميدان من ربع قرن. بدأه بالتعريف بتلك العصور التي اقتطعت من تاريخ البشرية أكثر من عشرة قرون من الزمان، وما ثار حول بدايتها ونهايتها من آراء وأفكار. وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الأسس التي ارتكزت عليها تلك القرون، والتي تعبر عن روحها أصدق تعبير.ثم تناول بالدراسة أبرز قضاياها في المجالين السياسي والحضاري. فتحدث عن الجرمان البرابرة وغزواتهم، والممالك التي أقاموها على أنقاض الإمبراطورية الرومانية. واستعرض بعد ذلك، الأحوال الاجتماعية التي يعبر عنها النظام الطبقي، والاقتصادية المماثلة في نظام الإقطاع، والدينية المتثلة في الجهاز الكنسي البابوي ومؤسساته الدينية كالرهبنة والديرية، والحربية المتمثلة في نظام الفروسية، إلى جانب النواحي الفكرية والأدبية. وناقش موضوع إحياء الإمبراطورية أيام شارلمان في بداية القرن التاسع، وتجديدها أيام أوتو الكبير في القرن العاشر، والآثار المترتبة على ذلك من حيث قيام الصراع العنيف بين البابوية والإمبراطورية، وبكلمة أدق، بين الكنيسة والدولة حول المسائل العلمانية والأمور الدنيوية والنتائج الخطيرة التي ترتبت عليه.كذلك وجهه عناية خاصة إلى القرون الأخيرة من تلك العصور التي شهدت انتفاضات وانقلابات شتى، أدت إلى زوال الإقطاع، ونمو الملكيات المستبدة في العرب بعامة وفي فرنسا بصفة خاصة، والمراحل التي مر بها التطور الدستوري في الجزيرة البريطانية، ثم نشأة الجامعات، وظهور المدن وما صاحبها من انتعاش التجارة وزيادة الرخاء في الغرب، الأمر الذي عجل بزوال العصور الوسطى بمثلها وفلسفتها ومفاهيمها، وبداية عصر جديد بأوضاع جديدة مغايرة. واختتم الكتاب بدراية عن العوامل التي أدت إلى التغيير الكبير في طبيعة أوروبا في أواخر العصر الوسيط، والتي مهدت لعصر النهضة فالعصر الحديث.