مال عادل حمود برأسه نحوه ووشوشه قائلا: صرنا على الليسته!... قال ذلك ولم يزد حرفا واحدا وإنما حنى رأسه قليلا الى الامام وكور شفتيه ليخفي ابتسامته. ونجح نديم الصافي هو أيضا في تقليص ابتسامته الشوهاء في حين أحس وكأن شيئا صلبا يستقر في أعلى صدره ويعيق مجرى التنفس وانتابه شعور ذو نكهة لزجة وانعقل لسانه.قال عاد حمود، "صرنا عَ الليستة!...
قراءة الكل
مال عادل حمود برأسه نحوه ووشوشه قائلا: صرنا على الليسته!... قال ذلك ولم يزد حرفا واحدا وإنما حنى رأسه قليلا الى الامام وكور شفتيه ليخفي ابتسامته. ونجح نديم الصافي هو أيضا في تقليص ابتسامته الشوهاء في حين أحس وكأن شيئا صلبا يستقر في أعلى صدره ويعيق مجرى التنفس وانتابه شعور ذو نكهة لزجة وانعقل لسانه.قال عاد حمود، "صرنا عَ الليستة!…" المدرّس المتقاعد، جملته اللعينة هذه، بصوت يكاد لا يسمع، قالها همساً شبيهاً باستغاثة فأر وقع في الشركن لأن المناسبة التي أوحت إليه هذا القول توجب الهمس. قرب رأسه من رأس صديقه نديم صافي، وهما يسيران ببطء، جنباً إلى جنب، في موكب جنائزي ونفث في أذنه اليسرى الكلمات الثلاث، فخرجت الجملة المفيدة، غير الفصيحة، من بين شفتيه، فحيحاً جارحاً كحدّ السكين...