"فيصل: أتريدينني أن أقف مكتوف الأيدي إزاء ما حدث! فجأة انهار كل شيء أمامي، البنوك، والدولة والرجال! قلت في نفسي إن لم اغتنم هذه الفرصة التاريخية لم افلح! ثلاثون سنة من الكد والتعب في أروقة الجامعة وأنا أدرس الفلسفة دون جدوى ضاع عمري بين هيغل وماركس وكانط.. وجدت نفسي أمام لحظة تاريخية.. إما أن استغلها أو لا خطفت الزمن هكذا بيدي ه...
قراءة الكل
"فيصل: أتريدينني أن أقف مكتوف الأيدي إزاء ما حدث! فجأة انهار كل شيء أمامي، البنوك، والدولة والرجال! قلت في نفسي إن لم اغتنم هذه الفرصة التاريخية لم افلح! ثلاثون سنة من الكد والتعب في أروقة الجامعة وأنا أدرس الفلسفة دون جدوى ضاع عمري بين هيغل وماركس وكانط.. وجدت نفسي أمام لحظة تاريخية.. إما أن استغلها أو لا خطفت الزمن هكذا بيدي هاتين ونفذت قراري!فخرية: أنت تحس بالراحة وضميرك لا يؤنبك بينما أجد نفسي غريبة عليك بعد تلك الحوادث!فيصل: أما كنت تحلمين دائماً بوضع مستقر!فخرية: صحيح، لكن الوضع العائلي صار أكثر سوءاً من قبل!فيصل: أليس لدينا الآن اكتفاءً مالياً؟!فخرية: لا!فيصل: كيف تقولين لا؟!فخرية: ثراؤك الجديد حول طبيعتك وشخصيتك وقيمك! لم تعد أنت فيصل الذي كنت أعرفه! وضعتنا في شبهات ستلاحقنا وتلاحق ابننا حتى نهاية حياتنا!فيصل: لم أسرق أحداً! فقد استرجعت الذي سرقوه منا!فخرية: بلى، سرقت!فيصل: عندما انهار الأمن صار كل شيء متاحاً.فخرية: أبداً، كان ينبغي ألا تتصرف كالرعاع!فيصل: أنا الرعاع كلهم ولا تجادليني بعد الآن على المصير الذي اخترته لنفسي!فخرية: تستطيع أن تختار لنفسك المصير المناسب، لكن مصيرنا نحن نقرره! لم أعد أستطيع أن أنظر إلى وجهك! أصبحت خشناً، اختفت تلك الابتسامة الحلوة من بين شفتيك، تبدد ذلك الحنو والألفة! كان حضورك إلى البيت يشبه العيد! كنت عيد هذه العائلة! انظر، هل تجد أثر لألفة أو راحة أو متعة في هذا البيت! تقضي وقتك كله منذ دخولك إلى البيت حتى خروجك بالحسابات! العقارات وبيع البيوت صار حلمك المفضل ولذلك!أنت بعقاراتك هذه تحول البلد إلى حطب! وحياة الناس تتهاوى تحت ضربات جشعك وابتزازك. بوجود أمصالك تتحول حياتنا إلى ملاجئ للوحوش! والأمان سيختفي بلا رجعة!مع مرور الزمن يصبح العالم أكثر فقرأً والناس أكثر وحشية! قبلاً عندما كما ندخل البيت، رائحة الجوري كانت تغطي على كل شيء، النخلة كانت شامخة والتنور يضوي، الخبز حار، الآن تحول البيت إلى أنظر إلي جيداًن لماذا لماذا؟!