فى انطلاقتها السريعة والمتواصلة اقتلعت ثورة المعلومات المفاهيم القديمة المتبعة فى مؤسسات العمل و الانتاج ثم سرعان ما غيرت جذويا من طرق التفكير والعلاقات السائدة بين البشر مبشرة بحياة جديدة اكثر سهولة واقل تكلفة ثم اشتد عنفوانها واتسع نطاق تأثيرها ليعصف بمجالات ومناح حياتية لم يطرأ على ذهن أحد أنها ستكون يوما ما فى مرمى تاثيرات ث...
قراءة الكل
فى انطلاقتها السريعة والمتواصلة اقتلعت ثورة المعلومات المفاهيم القديمة المتبعة فى مؤسسات العمل و الانتاج ثم سرعان ما غيرت جذويا من طرق التفكير والعلاقات السائدة بين البشر مبشرة بحياة جديدة اكثر سهولة واقل تكلفة ثم اشتد عنفوانها واتسع نطاق تأثيرها ليعصف بمجالات ومناح حياتية لم يطرأ على ذهن أحد أنها ستكون يوما ما فى مرمى تاثيرات ثورة المعلومات المتواصلة ومن أحدث هذه التأثيرات واشدها عنفوانا وقوة ما حدث فى مجال الديمقراطية فقد استطاعت ثورة المعلومات أن تجعل من سيول النبضات المتدفقة عبر شبكات المعلومات والاتصالات فعلا سياسيا فى الاتجاهين ما بين الحكومات وشعوبها فالحكومات توظف هذه الثورة لتحقيق اغراضها والشعوب تستغلها فى فعل ديمقراطى أو سياسى تدافع بها عن مصالحاه وتطلعاتها وأمانيها أمام الحكومات وشيئا فشيئا تبلور هذا الفعل السياسى للتكنولوجيا وحمل اسماء متعددة كالحكومات الالكترونية والانتخابات الالكترونية والديمقراطية الالكترونية واخيرا الديمقراطية الرقمية ومع كثرة التفاصيل والسيولة فى التطورات لا تزال صورة المشهد ككل عائمة الى حد لا يسمح للكثيرين بالنظر لهذه الظاهرة الفائقة الأهمية والخطورة نظرة كلية تستجمع شتاتها وتحيط قدر الامكان بتفاصيلها المبعثرة والمتشظية فى اتجاهات شتى وهذا الكتاب ما هو الا محاولة للتعامل مع ظاهرة الديمقراطية الرقمية بنظرة تركز على لملمة التفاصيل المبعثرة والمتشظية وتوصيف الظاهرة من خلال إطار محدد ومتكامل يساعد القارئ على تكوين فهم كل لأبعادها المختلفة بدءا من التعبير عن الرأى عبر الانترنت وانتهاء بالتصويت الإكرتونى من المنزل أو حتى عبر جهاز التليفزيون .