العنف الأسري وضحاياه ظاهرة اجتماعية لم يسلم منها أي مجتمع على مرِّ التاريخ منذ قتلَ قابيل أخاه هابيل. وذلك الصراع بين الأحياء على موارد الحياة ومتطلباتها يخلق الجو الخانق، ولا يسلم من هذا المأخذ أي مجتمع أو أسرة؛ لأن اختلاف وجهات النظر من طبيعة البشر. فالأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوُّقه، والعنف الأسري في الحقيقة أكثر فتك...
قراءة الكل
العنف الأسري وضحاياه ظاهرة اجتماعية لم يسلم منها أي مجتمع على مرِّ التاريخ منذ قتلَ قابيل أخاه هابيل. وذلك الصراع بين الأحياء على موارد الحياة ومتطلباتها يخلق الجو الخانق، ولا يسلم من هذا المأخذ أي مجتمع أو أسرة؛ لأن اختلاف وجهات النظر من طبيعة البشر. فالأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوُّقه، والعنف الأسري في الحقيقة أكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية؛ لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه. ونلاحظ في الآونة الأخيرة مظاهر شتى من العنف الأسري، كأن يقتل أحد الوالدين واحداً من أطفاله، أو يقتل ولدٌ أحد والديه أو يهمله، وغيرها من مظاهر العنف بين الأزواج أو الأخوة، ويستوى في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة في الأسرة. سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة. فى الواقع، إن الحماية الجنائية لضحايا العنف الأسري ترتبط في المقام الأول بالنصوص العامة التي تشدد الجرائم داخل الأسرة. والمقصود بالحماية الجنائية لضحايا العنف الأسري في نطاق بحثنا هو أن يدفع القانون الجنائي بشقيه الحماية الجنائية الموضوعية والحماية الجنائية الإجرائية ضد العنف الأسري وتحقيق الحماية والوقاية من جرائم العنف الأسري لضحاياه.
