إن تدمير الملايين من البشر بواسطة الجوع يجري في حالة تبدو طبيعية كل يوم في عالم يمور بالثروات. وتتسم آلية الهيمنة على العالم واستغلاله من قبل الأوليغارشيات منذ بداية التسعينيات ببراغماتية قصوى، فهي تتشكل من قطاعات متباينة، وليس لها إلا القليل من التماسك. ولهذا السبب تبدو غاية في التعقيد. وعلى هذا نجد في داخلها أطرافاً متصارعة، ذ...
قراءة الكل
إن تدمير الملايين من البشر بواسطة الجوع يجري في حالة تبدو طبيعية كل يوم في عالم يمور بالثروات. وتتسم آلية الهيمنة على العالم واستغلاله من قبل الأوليغارشيات منذ بداية التسعينيات ببراغماتية قصوى، فهي تتشكل من قطاعات متباينة، وليس لها إلا القليل من التماسك. ولهذا السبب تبدو غاية في التعقيد. وعلى هذا نجد في داخلها أطرافاً متصارعة، ذلك أن المنافسة المتوحشة سيدة في هذا النظام الذي يتواجه فيه الأسياد في معارك حامية. ويضاف إلى الآلام التي تعانيها الشعوب بسب أوليغارشيات رأس المال المعولم ونفوذه العسكري والمنظمات التجارية والمالية والمرتزقة التابعين له تلك الآثار المدمرة الناتجة من الفساد في عدد من حكومات العالم الثالث، ذلك أن النظام العالمي لرأس المال المالي لا يمكن أن يعيش من دون التواطؤ مع نشاط وفساد الحكومات المعنية.يحاول هذا الكتاب أن يجيب عن أسئلة من نوع كيف يتسنى لسادة العالم أن يحتفظوا بسلطانهم؟ وما هي استراتيجياتهم وتكتيكاتهم؟ وهو ينقسم إلى أربعة أقسام رئيسية تتوزع عليها تسعة عشر فصلاً. الأقسام هي "العولمة – التاريخ والمفاهيم"، و"النهابون"، و"المرتزقة"، و"دمقرطة العالم".