رحلات في شرق الأردن أرض مؤاب رحلات واكتشافات في الأردن والجانب الشرقي للبحر الميت 1872م

الكتاب الذي بين يدينا هو ترجمة لكتاب وضعه الدكتور هـ.ب. ترسترام -أرض مؤاب- رحلات واستكشافات على الجانب الأردني للبحر الميت. وقد صدر هذا الكتاب في شباط/فبراير عام 1873. هذا الكتاب كان حصيلة رحلة مضنية، وتجربة مثيرة، حيث انطلق الدكتور هـ،ب، ترسترام مع طاقمه من بريطانيا في العاشر من كانون الثاني/يناير عام 1872، رئيس لبعثة بتكليف وتمويل من الجمعية البريطانية في أدنبرة حيث رصدت له منحة قدرها مائتا جنيه ذهباً. وكان الدكتور ترسترام ذاته قد قام ببعثة مشابهة إلى المنطقة قبل أربعة عشر عاماً من رحلته هذه أي في عام 1858، وكانت منحته مئة جنيه ذهباً، لكن تلك البعثة لم تستطيع تقديم ما هو مرجو منها بسبب ضعف التخصيصات المالية من جهة، وبسبب الخصومات والنزاعات بين قبائل المنطقة من جهة أخرى. مرت البعثة بميناء برنديزي في إيطاليا، ثم أبحرت إلى الإسكندرية -مصر، بعدها توجهت إلى حيفا-فلسطين ووصلتها في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير، عام 1872، ومنها توجهت إلى القدس. كانت بعثة الدكتور ترسترام تضم كلاً من السيد س.لويس بوكستون من كلية ترينتي وهي أكبر كلية بجامعة كمبريدج البريطانية، وكان السيد بوستون مصوراً والسيد ر.س.جونسون من جامعة ليفربول وهو خبير فلكي ومصور، والسيد و.أ. هينه من كلية ترنينتي وهو عالم نبات والسيد م.تروتو من كلية ترينتي أيضاً، ثم التحق بهم في القدس السيدان داود وكلين ورافقهم من هناك الشيخ سطام بن فندي الفايز من قبيلة بني صخر المعروفة، وظل مرافقاً لهم حتى عادوا إلى القدس في رحلة العودة، وقد استغرقت هذه الرحلة قرابة عام. وكان معهم أدلاء آخرون، كانوا يرافقونهم على فترات متقطعة، وحسب مناطق النفوذ القبلية التي كانوا يمرون بها، فأية قبيلة لم تكن لتسمح لقافلة البعثة بالمرور عبر أراضيها أو الإقامة بين ظهرانيها ما لم يكن الإدلاء من أبنائها وذلك من أجل تحقيق منافع مادية هم بحاجة إليها. فكان الإدلاء من أهل الكرك أو من الحمايدة بالكرك... وأما في البلقاء فالإدلاء من بني صخر، ومن غير شك فإن البعثة بالإضافة إلى حاجتها للإدلاء كانت بحاجة إلى الخيول والبغال لنقل أمتعتم ومؤونتهم، كما كانت بحاجة إلى خدم (مفردها خادم) يعنون بهذه الحيوانات. ابتدأت الرحلة من غور الصافي ثم عبرت الكرم وقراها ثم قرى شيحان فوادي الموجب فذيبان فأم الرصاص فزيزياء فناعور وحمامات ماعين ومكاور وغور السيسبان وشواطئ البحر الميت ثم عادت إلى القدس، وهناك عادت أدراجها إلى وطنها بريطانيا.