"الوثائق التي يضمها هذا الكتاب تُنشر للمرة الأولى، وهي عبارة عن رسائل وتقارير كتبها يوحنا (ويُعرف أيضاً باسم حنا) مسك (1888-1808) القواص في القنصلية البريطانية في دمشق إلى السير ريتشارد وود (1806-1900) المعتمد البريطاني في دمشق بين 1841 و1855.تغطي هذه التقارير المرحلة الممتدة من كانون الثاني سنة 1862 إلى آب سنة 1877، وهي تشكل جز...
قراءة الكل
"الوثائق التي يضمها هذا الكتاب تُنشر للمرة الأولى، وهي عبارة عن رسائل وتقارير كتبها يوحنا (ويُعرف أيضاً باسم حنا) مسك (1888-1808) القواص في القنصلية البريطانية في دمشق إلى السير ريتشارد وود (1806-1900) المعتمد البريطاني في دمشق بين 1841 و1855.تغطي هذه التقارير المرحلة الممتدة من كانون الثاني سنة 1862 إلى آب سنة 1877، وهي تشكل جزءاً من مجموعة تضم مئات التقارير والرسائل (معظمها بالإنكليزية) من الفترات المختلفة التي أمضاها وود في إسطنبول وسورية وتونس ممثلاً للحكومة البريطانية في مناصب متنوعة".من هو يوحنا مسك؟ يذكر عيسى إسكندر المعلوف في كتابه "ديوان القطوف" أن أصل عائلة مسك هو من بقايا اللاتين الصليبيين وكانت تقطن بلدة رياق في البقاع، وأن يوحنا وُلد في زحلة سنة 1808. والواقع أن يوحنا يشكل نموذجاً واضحاً للمخبر بالإيجار، استعمله البريطانيون ما يزيد على ثلاثين عاماً لتزويدهم بالمعلومات حول ما يجري في سورية (...)".أما ريتشارد وود فينحدر من عائلة بريطانية عملت في المشرق منذ العام 1800 في خدمة "شركة المشرق" (...) استقر والده في مدينة بيرا وعمل ترجماناً لدى عدد من المسؤولين البريطانيين منهم اللورد (ألجين) الذي استفاد من خدمات وود في مصر أثناء الحملة العسكرية البريطانية لطرد الجيش الفرنسي من الأراضي المصرية.وُلد ريتشارد سنة 1806، ويحيط الغموض بمكان ولادته وبهوية والدته لوسي: هل هي أوروبية أم مشرقية؟ ويذكر أحد أصدقائه من مرحلة تونس سنة 1876 أن ريتشارد "نصف أرمني ونصف يهودي". وتقول مصادر أخرى أن اسم العائلة الأصلي هو "حطاب" وقد تمت ترجمته إلى الإنكليزية "وود".ومن هذه الرسائل التي يضمها الكتاب نقتطف هذا الجزء: "من الشام في 6 ك2 سنة 63، كل عام وسعادتكم مع جميع العايلة بموفور النعم، ولي نعمتم أفندم أدام وجوده، نعرض لسعادتكم صار متقدم من هذا الداعي جملة إعراضات ولم حظيت بمشرفة من سعادتكم بهذه الأشهر ولقد صرت بانشغال بال لا يوصف من هذا القبيل فأرجو سعادتكم تطمنوني عن السبب. حوادث طرفنا من قبل مجلس فوق العادة هنا عرضنا بالكلية. مال للنصارى لم عمال يدفعوا كلياً من نحو ثلاثون يوم والمصالح الباقية للفقرة لم عمال ينهوا ولا مصلحة لا بل عمال يعكسوها وموخراً جميع النصارى قدموا إعراض إلى المأمورين هنا وعمال يختموا إعراض إلى فؤاد باشا (...)" يومنا مسك.يقول الأستاذ بدر الحاج وأحمد أصفهاني عن هذا الكتاب: "هذه اللمحة التاريخية الموجزة عن وود ودوره في أحداث سورية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحمل صوراً ظلت تتكرر حتى أيامنا هذه. ففي تلك الفترة كان القناصل يأمرون وينهون فيطيعهم زعماء العشائر والطوائف والإقطاعيين، ولم يتغير الوضع منذ ذلك الحين بل زاد صلافة ووقاحة وفجوراً"، لندن 2009/2/4.