أدى التقدم الصناعي في اعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى تحسين الانتاج الصناعي والفلاحي، وذلك بسبب ظهور الآلة، وما واكبها من اساليب، تطورت عبر السنين، نتيجة البحث العلمي، وما أفرزه من ابتكار تقنيات فيزيائية، واستعمال مواد كيماوية، لم تكن معروفة، وبقدر ما جلبت هذه العناصر من مزايا في الميدان الفلاحي والصناعي، ترتب عنها بالمقابل مت...
قراءة الكل
أدى التقدم الصناعي في اعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى تحسين الانتاج الصناعي والفلاحي، وذلك بسبب ظهور الآلة، وما واكبها من اساليب، تطورت عبر السنين، نتيجة البحث العلمي، وما أفرزه من ابتكار تقنيات فيزيائية، واستعمال مواد كيماوية، لم تكن معروفة، وبقدر ما جلبت هذه العناصر من مزايا في الميدان الفلاحي والصناعي، ترتب عنها بالمقابل متاعب يعاني منها الاشخاص الذين يتعاملون معها، بسبب ما تحدثه من اضرار جسمانية، قد تصل في بعضها إلى حد الوفاة، الامر الذي اصبحت معه الضرورة ملحة للالتفات إلى المخاطر المترتبة عنها.ولعل اعظم المخاطر هو ما ينشأ في المصانع والمناجم، ومختلف الاوراش بسبب التعرض لعناصر ضارة. اذ من الطبيعي أن يتداول العاملون في الاماكن المذكورة بعض المواد الخطرة، فتنشأ عن ذلك أضرار تتفاوت خطورتها، بحسب طبيعة المادة المتعامل معها، أو المكان الذي يتم فيه العمل .والتأثير الذي تحدثه المواد الكيماوية، بالدرجة الأولى على المشتغلين في حقلها ظاهر للعيان، وذلك من خلال الاحصائيات التي تقوم بنشرها منظمة الصحة العالمية، والمعهد الدولي للبيئة، وغيرها من المنظمات الدولية، التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، وحماية الصحة.وأصعب المشاكل في اماكن العمل، مشاكل الكيماويات التي تجب الحماية منها، وبالأخص الكيماوية ذات التأثير السام الخفي، والتي قد تؤدي إلى إحداث أضرار للعمال المحتكين بها، وتبقى كامنة لا يظهر أثرها إلا على المدى البعيد…