للجهاد أجر جزيل، وثواب فضيل، وذلك لما فيه من إعلاء لكلمة الله، ونشر لدينه القويم، فحشد له حكام المسلمين الحشود والجموع، وجنّدوا له الجيوش والأجناد، ففتحت الفتوحات، وامتدت لتشمل مشارق الأرض ومغاربها، ناشرة حكم العدل والمساواة، ومزيلة ظلم الجبروت والطغيان ولما كان للجهاد هذه الفضائل، فقد اعتنى أئمة السلف بالتصنيف فيه، والكتابة في ...
قراءة الكل
للجهاد أجر جزيل، وثواب فضيل، وذلك لما فيه من إعلاء لكلمة الله، ونشر لدينه القويم، فحشد له حكام المسلمين الحشود والجموع، وجنّدوا له الجيوش والأجناد، ففتحت الفتوحات، وامتدت لتشمل مشارق الأرض ومغاربها، ناشرة حكم العدل والمساواة، ومزيلة ظلم الجبروت والطغيان ولما كان للجهاد هذه الفضائل، فقد اعتنى أئمة السلف بالتصنيف فيه، والكتابة في محاسنه وأساليبه، مبنيين أحكامه الشرعية للغازي، قبل الغزو وبعده، بدءاً من إذن الوالدين حتى الشهادة في سبيل الله والمصنف العز بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء واحد من المهتمين بمسألة الجهاد نظراً لما شاع في عصره من اضطرابات وفتن سياسية، حيث كانت مكايد الصليبيين والمغول ترك بلاد الإسلام من الخارج، ومفاسد بعض المماليك وأضرابهم من الحكام تنمو في جسد الأمة وتضعف قواها.وقد كان الإمام العز من أوائل العلماء الذين وجهوا الناس إلى خطورة العدو القادم إليهم يومئذ فكان الاعتماد وقتئذ على ما يقوله العز بن عبد السلام، إذ انه أوجب على الدولة الشروع بالجهاد، حيث قال: "إذا طرق العدو بلاد الإسلام، وجب على العالم قتالهم..." وقد ألف كتابه "أحكام الجهاد وفضائله"، تحفيزاً للعباد نحو الجهاد، وتشجيعاً لهم للالتزام به، والترغيب بأجره وثوابه، والترهيب من تركه وإهماله وكأن هذا الكتاب، لوجازته، ألّفه العز ليكون في رفقة المجاهد، والغازي، والمرابط على ثغور المسلمين، يستعين به ليكون له دافعاً نفسياً، ومدداً روحياً، يتقوى به على طاعة ربه، لنصرة دينه، وإعلاء كلمته، وقد جاء كتابه هذا في اثنين وخمسين فصلاً، يورد الآيات والأحاديث ويعلق عليها أحياناً بكلمات موجزة بليفة، وقد يكون عنوان الفصل مترجماً لما يورده من آيات وأحاديث مجمل ما فيها من الصحيح، وهو منهج الإمام في تأليفه. وجاء الكتاب محققاً فتم فيه: ضبط النص، والتعليق عليه، وترقيم الفصول، وتخريج الآيات والأحاديث، وصنع الفهارس، كما تم وضع مقدمة تتحدث عن المؤلف والكتاب بصورة موجزة.