الدراسة العلمية في مجال الإعلام ومسائله، حاجة اجتماعية أكيدة من حاجات هذا العصر الذي نطلق عليه عصر الاتصال. وأكبر ما تتطلبه الدراسة العلمية في هذا المجال الفهم العميق للبحث الإعلامي، والتمكن من طرائقه وخطواته وأساليبه وأدواته. وإذا نظرنا إلى ميدان البحث الإعلامي في وطننا العربي، وجدنا نقصًا واضحًا في المراجع العربية التي تتناول ...
قراءة الكل
الدراسة العلمية في مجال الإعلام ومسائله، حاجة اجتماعية أكيدة من حاجات هذا العصر الذي نطلق عليه عصر الاتصال. وأكبر ما تتطلبه الدراسة العلمية في هذا المجال الفهم العميق للبحث الإعلامي، والتمكن من طرائقه وخطواته وأساليبه وأدواته. وإذا نظرنا إلى ميدان البحث الإعلامي في وطننا العربي، وجدنا نقصًا واضحًا في المراجع العربية التي تتناول مناهج البحث في مجال الدراسات الإعلامية. والذي يمكن أن يسترشد بها الباحثون في هذا الميدان. ولهذا فإن هذا الكتاب الذي نقدمه للمكتبة العربية سيقدم العون- بإذن الله- للطلاب الدراسين في ميادين الإعلام المختلفة عند اطلاعهم بمهمة البحث العلمي.أما عن محتويات هذا الكتاب.. فهو يضم بالإضافة إلى التمهيد، اثني عشر فصلًا وخاتمة وعددًا من الملاحق. ففي تمهيد الكتاب، يقدم المؤلف رؤية تاريخية لتطور المعرفة، وذلك عبر عرض سريع ومركز لمسيرة الإنسان نحو المعرفة. ويجيء الفصل الأول من هذا الكتاب مدخلًا لموضوعه، الذي يتناول البحث الإعلامي من حيث مفهومه وأهدافه ومقوماته. أما الفصل الثاني فيتناول تعريف المفاهيم والمصطلحات في بحوث الإعلام. ويتناول الفصل الثالث الملاحظة في بحوث الإعلام. وعالج الفصل الرابع برؤية جديدة التجربة في بحوث الإعلام. فشمل مفهوم التجربة ومستوياتها في مجالات العلوم الاجتماعية المختلفة، واستخدامها بصفة خاصة في مجال بحوث الاتصال. أما الفصل الخامس، فقد تناول المشكلة العلمية في بحوث الإعلام، وعني بصفة أكثر بتجربة الباحثين في قسم الإعلام بكلية الآداب والتربية بجامعة قاريونس. ويجيء الفصل السادس تحت عنوان" الفرض في بحوث الإعلام". ويتوقف الفصل السابع عند المنهج العلمي من حيث ماهيته وأنواعه، وتقسيماته. أما الفصول الثلاثة التي تلي الفصل السابع، فقد تناولت على التوالي المنهج التاريخي في بحوث الإعلام، والمنهج الوصفي في بحوث الإعلام، والمنهج التجريبي في بحوث الإعلام. وقد جاءت هذه الفصول ذاخرة بالعديد من الأمثلة والدراسات والبحوث من الواقع الإعلامي العربي والأجنبي. وتحت عنوان "بيانات البحث الإعلامي: الأدوات والمصادر" يجيء الفصل الحادي عشر. أما الفصل الثاني عشر فقد جاء تحت عنوان كتابه تقرير البحث من حيث محتويات التقرير ولغته وقواعد الاقتباس وإثبات المراجع... وغيرها من المسائل الفنية الأخرى. أما الفصل الثالث عشر من هذا الكتاب، فقد جاء تحت عنوان القياس في بحوث الإعلام، وما يتصل به من قياس لصدق الأداة وثبات المقياس، بما يسمى باختبارات الصدق والثبات بأنواعها المختلفة. وتجي خاتمة الكتاب متضمنة لمنهج مقترح للبحث في مجالات الإعلام... وهو منهج ليس جديدًا في استخدامه إلا أن الكتب والمراجع العربية لم تضع تقنينًا له، الأمر الذي جعله محل خلاف مستمر بين العلماء والباحثين والمهتمين بمناهج البحث على حد سواء. ولهذا فقد رأينا ضرورة صياغته في رؤية منهجية واضحة.