يروم خطاب المهنية تغيير المهام والأدوار الجديدة التي ينبغي أن يقوم بها المدرس(ة) بالنظر للتحولات1 الكثيرة؛ غير أن ذلك لا يعني أن مهنة التدريس تقوم على وصفات جاهزة ينبغي تنفيذها، وهي ليست حرفة تتوارث أبا عن جد أو من صانع إلى صانع أساسها توارت سر مهني وتقنيات وأدبيات فـي وسط اجتماعي منغلق. يرى السوسيولوجي الفرنسي فليب زرفيان بأن ه...
قراءة الكل
يروم خطاب المهنية تغيير المهام والأدوار الجديدة التي ينبغي أن يقوم بها المدرس(ة) بالنظر للتحولات1 الكثيرة؛ غير أن ذلك لا يعني أن مهنة التدريس تقوم على وصفات جاهزة ينبغي تنفيذها، وهي ليست حرفة تتوارث أبا عن جد أو من صانع إلى صانع أساسها توارت سر مهني وتقنيات وأدبيات فـي وسط اجتماعي منغلق. يرى السوسيولوجي الفرنسي فليب زرفيان بأن هذا النموذج الحرفـي تمتد جذوره فـي التاريخ؛ إذ بدأ مع تعاونيات الصناعة التقليدية فـي المدن. وكان يمارس فـي وسط اجتماعي حرفـي؛ إما أننا من أهل الحرفة أو لسنا منهم. وكان يمارس بتعلم يتوارث التجارب والخبرات وفـي تراتبية للعلاقات، حيث نجد المبتدئ والصانع الماهر الذي يمتلك معرفة مهنية لا تحيل فقط على قواعد المهنة، بل على الجودة والأصالة. ثم إن العلاقة بالسوق كانت علاقة مباشرة.لقد تعرض هذا النموذج للهجومات منذ نهاية القرن XVIII من طرف الثوريين الذين رأوا فيه شكلا لا ديمقراطيا يعود إلى العهود القديمة، معيقا للمواطنة ووحدة الأمة. ثم رأى فيه المقاولون المصنعون الجدد، الطبقة الرأسمالية الجديدة، حاجزا يعيق التحول وعقلنة طرق العمل كمراقبة الساكنة العمالية منذ أن بدأت تتجمع فـي المصنع.