المدرس هو مدرس القسم. والقسم تنظيم ظهر في القرن السابع والثامن عشر، ويعني التلاميذ الذين يدرسون جماعة. وقد يعني الحجرة الدراسية. قد يحيل على الفئات العمرية والمستويات الدراسية وطبيعة التعلم أو التخصص. كما يحيل لفظ القسم كذلك على التصنيف الحيواني والنحوي والعسكري. فالقسم مجموعة من التلاميذ لهم نفس السن اجتمعوا من أجل متابعة نفس ا...
قراءة الكل
المدرس هو مدرس القسم. والقسم تنظيم ظهر في القرن السابع والثامن عشر، ويعني التلاميذ الذين يدرسون جماعة. وقد يعني الحجرة الدراسية. قد يحيل على الفئات العمرية والمستويات الدراسية وطبيعة التعلم أو التخصص. كما يحيل لفظ القسم كذلك على التصنيف الحيواني والنحوي والعسكري. فالقسم مجموعة من التلاميذ لهم نفس السن اجتمعوا من أجل متابعة نفس التكوين والتعليم، أو هو المكان الذي يجري التعلم فيه أو هو مرادف للدرس مثل قسم الألمانية أو الإسبانية، أي القسم المكون من تلاميذ يتابعون دورس الألمانية أو الاسبانية.لا يمكن إدراك القسم بدون مرب أو أستاذ على الأقل في سنوات التعليم الأولى. ثم إن القسم لا يحيل على عدد التلاميذ والمستوى العمري للتلاميذ، بل يحيل كذلك على البرنامج الدراسي. وهناك القسم الموجه المكون من مجموعة صغرى من التلاميذ أو الطلبة الذين يجتمعون في وقت محدد بشكل مستمر من أجل مناقشة موضوع من موضوعات الدرس.يمكن تناول مجموعة القسم كجماعة. للجماعة عدة تحديدات وتعاريف، منها ما يعود للعلوم الفيزيائية التي تحدد المجموعة كحقل للقوى تتصارع في نطاق محدد، ومنها ما يعود للتحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي ويدرسان التماسك والتفاعل والانتماء وتصارع القوى والسلط وأنماط التواصل.وفيما يخص القسم الدراسي يتعلق الأمر بمجموعة من التلاميذ اجتمعوا بهدف مشترك يجعلهم متماسكين ومتفاعلين ونظاميين أو يفترض ذلك حسب تفاعلاتهم وتواصلاتهم ونوع الأنشطة التي تساعد على خلق تلك التفاعلات والتواصلات.قد تتمركز الجماعة على نفسها؛ بمعنى أن تجتمع بغاية اللذة أو قد تجتمع لتنفيذ مهمة أو لتحقيق هدف مؤسساتي. ومن تم كان تعدد الجماعات من حيث الأهداف المراد بلوغها أو من حيث تأسيسها (جماعات تلقائية، جماعات منظمة...) أو من حيث تركيبتها وشكلها أو حسب قدرتها على التقرير أو حسب حجمها (جماعات صغرى أو كبرى)...تدرس دينامية الجماعية سلوكات الجماعة من تفاعلات أثناء القيام بأنشطة مدرسية أو مهنية والأدوار التي يقوم بها أعضاء الجماعية، علما بأنها ليست أدوارا قارة وإنما هي مرنة تتبدل وتتغير حينما تتغير الأهداف والأنشطة. والجماعات أنواع كثيرة مثل جماعات المستويات وجماعات الحاجات (البحث، الدعم) وجماعات الكفايات (جماعة من التلاميذ لهم نفس مستوى الكفاية، التكوين) وجماعات الاكتشاف (التعمق في مشكل،التحقق من تجربة...) وجماعات المساعدة (المساعدة المتبادلة للقيام بعمل ما)، وجماعات العمل أو المهمة أو الإنتاج (الفرق، المشاريع، توزيع الأدوار والوظائف..).فما يهم المدرس الذي أصبح بفعل تحول أدواره المذكورة في السابق هو توفير مناخ الانتماء لكل عضو من أعضاء الجماعة بإشراكه في الأنشطة وتوريطه في إنتاج المعرفة الجماعية والفردية وتحميله المسؤولية.فالتفاعل بين المدرس والمتعلم، بين المدرس والجماعة ، وبين المتعلم وباقي أعضاء القسم سواء أكان القسم تقليديا أو افتراضيا، كبير الحجم وصغير الحجم يقدم لنا صورة فعلية عن الزعامة.الكارزما هي السلطة والزعامة والتأثير القوي للمدرس في أتباعه دون أن يعرف هؤلاء لماذا يحصل ذلك. وقد يوحي استعمال مفهوم الكارزما ببعض اللبس بالنظر لسياق استعمال هذا المفهوم عند ماكس فيبر. فحين يستعمل البيداغوجيون الزعامة أو القيادة ولا يغفلون الحديث عن كفايات الزعيم. يرى مارك تيبود أنه بإمكاننا التمييز في كفايات الزعامة بين المعارف والمؤهلات والقيم والمواقف. فالمعارف تشمل الاستخبار والتفهم والتجربة في مختلف الميادين بما فيها المجال النظري والجوانب التقنية في التدبير. وتعني كذلك المؤهلات والمهارات مثل التواصل بما فيه الاستماع والتعبير والتشاور والقدرة على الإقناع وممارسة التأثير وتدبير الصراع والعمل في مجموعة بما يقتضيه ذلك من تكوين وتنشيط الفرق واستعمال شبكات العلاقات، وقيادة الأشخاص وتمرير المعلومة والقدرات التحليلية والتركيبية، والقدرة على إصدار الحكم وحل المشاكل وأخذ القرار والإبداعية. ثم هناك جانب آخر ينبغي أن يتوفر في الزعامة هو جانب الكفايات الاستراتيجية التي تعني إدماج عدد كبير من كميات التدبير في التنظيم التي ستساعد على تنمية الرؤية الشمولية المستقبلية ووضع جدول للأعمال المعقدة، والحس السياسي. وكفايات الزعيم لا تحيد عن تنمية الجانب الشخصي المتمثل في حسن التواجد والقيم والطاقة الكبيرة والانخراط في العمل والقدرة على اتخاذ المبادرات وركوب المخاطر وتجاوز التحديات والعوائق والاتصاف بالمرونة والتكيف وحس المسؤولية....إن الزعامة النشيطة تنآى عن التلقين وتعمل بطرق تنشيطية كثيرة، مستهدفة إشراك كل عضو من أعضاء الجماعة في العمل الجماعي وفي الجماعة. وفي هذه الحالة سيستمد المنشط سلطته من الجماعة ومن كفاياته وقدراته لا من منصبه.ولأن المدرس صار منشطا فهو لا يستحوذ على التنشيط بمفرده؛ إذ يمكن أن يكون للجماعة منشطين من التلاميذ حسب الأنشطة والمهام والموضوعات المطروحة للبحث والوضعيات التي تباشرها الجماعة. وفيما يلي تفصيل في دينامية الجماعات.