رواية رائعة باسلوب جديد وجميل ولغة متينة .. رواية صوفية تحمل في كل سطر منها عبق الحكمة .. ومن أجواء هذه الرواية :هذه الليلة وأنا أصلي - وكنتُ أشعر أن الربَّ يُحيطُني برحمته والطريق النوراني مفتوح بيني وبينه - كنتُ أسمع ترانيمَ الفِردوسِ الأعلى، ولكن نهضتُ من خشوعي فوجدتُ أن عَرقي يتقطر دمًا فوق الصخرة، ورأيتُ إخوتي نزلوا ليشاركو...
قراءة الكل
رواية رائعة باسلوب جديد وجميل ولغة متينة .. رواية صوفية تحمل في كل سطر منها عبق الحكمة .. ومن أجواء هذه الرواية :هذه الليلة وأنا أصلي - وكنتُ أشعر أن الربَّ يُحيطُني برحمته والطريق النوراني مفتوح بيني وبينه - كنتُ أسمع ترانيمَ الفِردوسِ الأعلى، ولكن نهضتُ من خشوعي فوجدتُ أن عَرقي يتقطر دمًا فوق الصخرة، ورأيتُ إخوتي نزلوا ليشاركوني الصلاة، فعرفت أنها البداية، قلت لتلاميذي الأعزاء قوموا فصلّوا... أوشك الفجر على الانبلاج، وكنتُ قد فقدتُ من بينهم ذاك المسكين الذي كان يعتقد أن الدنيا تُعادِلُ الذَّهَبَ والفِضة، حاولت أن أُفهمه الحقيقة ولكنه لم يفهم أو أنه لا يريد أن يفهم، لمحتُه يتقدم إليَّ وهو يرتجفُ، رأيتُ رُوحَه خائفةَ مُرتعدةً، فقلت لها: - هيا أكملي ما قررتِ فعله ودعي "يهوذا" يفعل ما يحلو له فقريبًا ستغادرين هذا الجسد وستكونين حرة... بكت الرُّوح أمامي وتضرعتْ لي أن أسامحها، فقلت لها ألَّا تجزع فهي ستعودُ إلى الذات.تَقدَّمَ مني يهوذا وقبّلني ليعرف الحرس شخصي، عندها رَكَضَ الحبيب بطرس، وقَطَعَ أُذنَ أحد الحرس، فأسرعتُ إليه لأن روحه أطلقت صرخاتِ ألمٍ، ركضتُ ووضعتُ يدي على أذنِه المبتورة ليتوقَّفَ الألمُ والنَّزفُ، فأنا لا أُطيقُ عذابَ أحدٍ من المخلوقات، حتى إبليس دعوت له أن يدخل في الرحمة ويتوب للذات.لقد بَزَغَ الفجرُ بعد كَمٍّ العذاب هذا، إن جلدي قد تخدر والنسمات الهادئة بدأت تغرز أصابعها في جراح ظهري وفي الأخاديد التي صنعتها السياط، كنتُ أزفرُ ألمي وأنا أفكر ألَّا يذوق أحدُ الخِراف الطَّيِّبةِ هذا الألمَ، أنا أعرف أني سأنالُه وقَبِلْتُه بقولي بكل حُبٍّ وتسليمٍ :فلتكن مشيئتكَ…