"حتى 29 نوفمبر سنة 1947 كان ثمة بلد يسمى فلسطين, هو الوطن العتيق للفلسطينين القدامى, و هو بلد عربي الصبغة, و حين صدر إعلان "بلفور" في نوفمبر سنة 1917 مؤذناً بأن الحكومة البرياطنية تؤيد "قيام وطن قومي لليهود في فلسطين" كانت غالبية السكان هناك من العرب, بنسبة تزيد على 90% و كان في فلسطين في ذلك الوقت نحو 50,000 يهودي. أما المسلمون...
قراءة الكل
"حتى 29 نوفمبر سنة 1947 كان ثمة بلد يسمى فلسطين, هو الوطن العتيق للفلسطينين القدامى, و هو بلد عربي الصبغة, و حين صدر إعلان "بلفور" في نوفمبر سنة 1917 مؤذناً بأن الحكومة البرياطنية تؤيد "قيام وطن قومي لليهود في فلسطين" كانت غالبية السكان هناك من العرب, بنسبة تزيد على 90% و كان في فلسطين في ذلك الوقت نحو 50,000 يهودي. أما المسلمون و المسيحيون فكان عددهم وقتئذ 670,000.من بين المليون من الفلسطينيين على وجه التقريب الذين فروا من بلادهم نتيجة للإرهاب الإسرائيلي أو الذين طردوا من بيوتهم- من هؤلاء المليون يعيش أكثر من نصف مليون في أسوأ حال بتلك المعسكرات التي تمدها الأمم المتحدة بالمعونة منذ أواخر سنة 1949, أما الباقون فقد استوعبتهم بلاد مضيافة, و لكن هؤلاء و هؤلاء جميعا يطالبون باستعادة وطنهم لإعادة إسكانهم.لقد قُسمّت بلاد أخرى و لكنها بقيت بعد التقسيم محتفظة بكيانها و لها وجوها و مسمياتها على الخرائط و يسكنها أهاليها. أما فلسطين فقد انقطع وجودها من حيث هي اسم و من حيث هي بلد, و انقطع كذلك وجود الفلسطينين من حيث هم أمة. إنه عصر الشتات الفلسطيني" إيثيل مانين