التقديم للرواية بقلم المذيعة بقناة الجزيرة فيرز زياني عندما طلب مني الزميل العزيز إسماعيل كتابة التقديم لأول رواية يخطها, استغربت لأمرين ,الأول أن يختارني لذلك و هو مشكور على الثقة ,و الثاني كونه ألف رواية !فعلى امتداد سنين معرفتي به و رغم ما عرفته عنه من ثقافة واسعة و المام بعديد الأمور و دماثة الخلق و المعشر , غفل عني هذا الجا...
قراءة الكل
التقديم للرواية بقلم المذيعة بقناة الجزيرة فيرز زياني عندما طلب مني الزميل العزيز إسماعيل كتابة التقديم لأول رواية يخطها, استغربت لأمرين ,الأول أن يختارني لذلك و هو مشكور على الثقة ,و الثاني كونه ألف رواية !فعلى امتداد سنين معرفتي به و رغم ما عرفته عنه من ثقافة واسعة و المام بعديد الأمور و دماثة الخلق و المعشر , غفل عني هذا الجانب من شخصيته الرقيقة. و لأني لم أعتد الاشادة في غير موضعها فكنت أخشى ألا تروقني, و لم يحدث أن روضت قلمي ليضع الكلم في غير محله ، لكن مفاجأتي كانت كبيرة و سعادتي غامرة و أنا أكتشف بين سطور روايته,صفحة بعد أخرى,قلما مرهفا و تعبيرا بليغا و خيالا واسعا و طرحا جريئا غير خادش للحياء.و قد عكست كلماته في بساطة و صدق ما يعتري النفس البشرية من مشاعر و نقاط ضعف و بحث عن الكمال الذي هو من صفات الله -عز و جل- فقط. و لكم استمتعت و سيستمتع القاريء بهذه الرحلة الجميلة, التي تبدأ من مدينة قسنطينة, التي تفرد ضفائرها جسورا تتعلق بها الأفئدة و وديانا لمداد الكتاب و الشعراء,ملهمة الخيال ومسطرة البدايات...و منطلقا لقصة بطلنا الياس و هو كغيره من الشباب الجزائري و العربي الذي يمكن أن تصادفه في شوارع دمشق أو القاهرة أو صنعاء أو بغداد يقطع البحر و البر سعيا لتحقيق أسطورته الشخصية و أولها الحب... مرورا بفرنسا التي تتدثر بعباءة ظاهرها المساواة و تكافؤ الفرص و باطنها عنصرية مقيتة تجاه الآخر , تخنق بها أحلام الملايين ممن جاءها يحمل على أكفه عنفوان شبابه ,فعاد بعد شيبه خالي الوفاض وصولا الى دبي الواقفة بشموخ بأبراجها الشاهقة والتي كمختلف مدن الخليج باتت تشكل في السنوات الأخيرة منتهى أحلام الشباب العربي لترميم مجاديفه المكسورة على شواطيء أوربا أو حدود قريته المهجورة,لبناء مستقبل واعد لا يخلو من مصاعب وأهوال يجعلنا الكاتب نتعرف على بعض منها يدور وراء جدران سميكة و أبواب موصدة بأحكام ..رحلة تستحق المتابعة و سيجد كل واحد منا في جزئية منها ما يلامس وجدانه, ذلك أن الإنسان بتعدد ألوانه و أعراقه وأفكاره, يجمعه قلب واحد, لا لون له و لا مذهب و لا عمر, نبضه واحد و أمله واحد ,أن يصادف الحب, الحب الحقيقي, الذي يصنع لك أجنحة و يجعلك تسمو و تضحي و تتألق ...منا من يتعثر به في أولى خطواته في الحياة ..و منا من يأتيه متأخرا بعمر ...و منا من يلقاه كل ليلة في منامه كعشيق سري ...لكن الأكيد أنه سيقف يوما أمام محطتك ...حينها لا تفوت الرحلة الأهم في حياتك.