تعتبر حضارة العرب حضارة أصيلة من منبتها (عصر ما قبل الإسلام) إلى مرحلة نموها بالإسلام، الذي عمق مكنون هذه الحضارة وسرّع في ظهورها، وطبعها بطابع إنساني خاص متميز ومتفرد على باقي الحضارات الأخرى.ولما كان الفكر العربي الإسلامي هو الوجه الناصع لهذه الحضارة، لذلك كان لا بد من التعرض لهذا الموضوع من أجل إبرازه كوحدة متكاملة وشاملة لبي...
قراءة الكل
تعتبر حضارة العرب حضارة أصيلة من منبتها (عصر ما قبل الإسلام) إلى مرحلة نموها بالإسلام، الذي عمق مكنون هذه الحضارة وسرّع في ظهورها، وطبعها بطابع إنساني خاص متميز ومتفرد على باقي الحضارات الأخرى.ولما كان الفكر العربي الإسلامي هو الوجه الناصع لهذه الحضارة، لذلك كان لا بد من التعرض لهذا الموضوع من أجل إبرازه كوحدة متكاملة وشاملة لبيان تميزه وأصالته، وللردّ على كل ما أصاب هذا الفكر وإعتراه من إتهامات باطلة بعيدة عن المنهج العلمي المحايد، في ظل قلة الكتب التي تناولت هذا الموضوع سواء في تواريخ الأدب أو الفكر العربي.وتعد دراسة الحركة الفكرية العربية الإسلامية ضرورة ملحة لتوضيح وبيان مدى تقدم الأمة، إلى جانب متابعة ظهور الأفكار وتطورها عن طريق التركيز والكشف عن المفكرين والعلماء الذين قادوا هذه الحركة وعملوا على إظهارها وتعميقها.وعليه، جاء هدف هذه الدراسة مقصداً لزيادة رصيد العربي والمسلم في العلم وأصول الشرع، وتجديد الصلة بالإسلام أمام تيارات الغزو الفكري الغربي، والروح العلمانية، لغرض إعادة الفاعلية والتوازن والتأثير للشخصية الإسلامية بعد إنتقالنا من أمة رائدة فاعلة مؤثرة إلى أمة تابعة متأثرة، كذلك جاء هدف هذه الدراسة حماية الأمة من السقوط النهائي أمام التقليد السلبي، مع ضرورة إمتلاك المبررات والحوافز لنهضة دينية علمية عقلية شاملة.لكل ما تقدم جاءت محتويات هذه الدراسة: الفصل الأول: تناول دراسة التصور الإنساني المتفرد للوجود، ودور العقيدة الإسلامية وأثرها في الفكر العربي، الفصل الثاني: تعرض للفكر العربي في المصادر والمؤثرات وعرض لتطور الفكر العربي إبتداء من مراحل تطور الفكر الإنساني، الفصل الثالث: تناول تفاعل الفكر العربي مع الفكر الأجنبي، ودور حركة النقل والترجمة ومدارس الثقافات الأجنبية وتأثيراتها في الفكر العربي وبخاصة الدور الرئيسي لليونان والسريان، الفصل الرابع: دراسة لتطور الفكر العربي الإسلامي ممثلاً في: الفرق الإسلامية، علم الكلام، جماعة إخوان الصفا وحركة التصوف (الصوفية)، الفصل الخامس: تناول الفكر الإسلامي الفلسفي في المصادر، وأفكار ومذاهب الفلاسفة المسلمين في المشرق والمغرب، وخصائص الفلسفة الإسلامية، الفصل السادس: إحتوى على دراسة موجزة للعلوم النقلية الإسلامية وتطورها ومدارسها الفكرية في العلوم الشرعية، الفصل السابع: تناول دراسة للتيارات الفكرية العربية الحديثة والمعاصرة وأعلام بعض هذه التيارات (الإسلامي - القومي- العلماني)، الفصل الثامن: تناول أثر الفكر العربي في الفكر العالمي وطرق الإتصال وآثارها على الحضارة الأوروبية الحديثة (عصور التأثير - عصر الإستعراب).
