بعث لي أحد نصارى المهجر في الأسبوع الماضي برسالة مِشباكيَّة (مكتوبة بلغة إنجليزية لا بأس بها، وإن لم تخلُ من الأخطاء) يعقِّب فيها على مقالي: "إعلان سيد القمني الاعتزال: خواطر وتساؤلات"، الذي نُشر بجريدة "الشعب" الضوئية يوم الجمعة الموافق 20/8/2005م، لكنه ترك تقريبًا كل ما قلتُه في مقالي المشار إليه فلم يردَّ على شيء منه، اللهم إ...
قراءة الكل
بعث لي أحد نصارى المهجر في الأسبوع الماضي برسالة مِشباكيَّة (مكتوبة بلغة إنجليزية لا بأس بها، وإن لم تخلُ من الأخطاء) يعقِّب فيها على مقالي: "إعلان سيد القمني الاعتزال: خواطر وتساؤلات"، الذي نُشر بجريدة "الشعب" الضوئية يوم الجمعة الموافق 20/8/2005م، لكنه ترك تقريبًا كل ما قلتُه في مقالي المشار إليه فلم يردَّ على شيء منه، اللهم إلا ما كتبتُه عن المعجزات، وأن غيابها عن النسق العقيدي عندنا لا يضرُّ الإسلام في شيء، ورغم هذا جاء تناوُله للموضوع على نحو لم أجد معه داعيًا إلى الخوض فيه كَرَّة أخرى، وبخاصة أنه لم يحقِّق جيدًا ما كتبتُه في هذه النقطة.ثم ثنَّى فتحدَّى المسلمين أن يستطيعوا الردَّ على ما يوجَّه للقرآن من انتقادات علمية، منها ما يتعلَّق مثلاً بما جاء في الآية 86 من سورة "الكهف" عن ذي القرنين ومشاهدته الشمس وهي تغرُب في عين ماء، مما يخالِف حقائق علوم الفلك كما قال، وفي نهاية الرسالة لم ينسَ أن يرجو لنا أن نُفيق من الغاشية التي تطمِس على أبصارنا منذ أربعة عشر قرنًا من الظلام، وأن نعود إلى المسيح بعد أن بيَّن لنا هو وأمثاله مقدار الجهل الكبير الذي يتصِف به الله ومحمد حسبما قال: يا شيخ، فأل الله ولا فألك! أتريدنا أن نرتدَّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، ونعود إلى العصر الحجري في مسائل العقيدة والعبادة؟ ألم تقرأ قول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30]؟ لا يا عم، يفتح الله! خلِّك فيما أنت فيه، ولنبقَ نحن أيضًا في النور والهدى الذي أكرَمنا الله به على يد سيد النبيين والمرسلين - صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين - وقد كتبتُ هذه الكلمة على الطائر وأنا على جناح سفر، ولم يرنق النوم في عيني طوال الليل إلا لساعة أو أقل دون سبب واضح، فلم يتسنَّ لي تدقيق مراجعتها، ولعلي لم أُخطئ فيها أخطاء فاحشة، وإلا فإني أعتذَر مقدَّمًا من الآن.