كنت أتردد عليه، أحياناً أذهب إليه وحدي، وأحياناً أذهب بصحبة ثروت أباظة، وفي هذه اللقاءات كان يدور حديث في الأدب وفي السياسة، وكان يتبسط معنا، ولكن شخصيته كانت تفرض الأستاذية التي ربما- يكن يحب أن يظهرها كي لا يضايق الناس بها، ولكنه رغم تبسطه معنا إلا أننا كنا نشعر بأستاذيته وهو يتحدث إلينا.لقد كان رجلاً عظيماً مضيئاَ في شخصيته، ...
قراءة الكل
كنت أتردد عليه، أحياناً أذهب إليه وحدي، وأحياناً أذهب بصحبة ثروت أباظة، وفي هذه اللقاءات كان يدور حديث في الأدب وفي السياسة، وكان يتبسط معنا، ولكن شخصيته كانت تفرض الأستاذية التي ربما- يكن يحب أن يظهرها كي لا يضايق الناس بها، ولكنه رغم تبسطه معنا إلا أننا كنا نشعر بأستاذيته وهو يتحدث إلينا.لقد كان رجلاً عظيماً مضيئاَ في شخصيته، وفي إبداعاته ككاتب متعدد المواهب، وفي ترجمته لأدب الإغريق، ومؤلفاته الأدبية والعلمية، فمن ذا الذي يستطيع أن يجمع بين الفن والعلم ويجيد فيهما كما فعل طه حسين إلى أن يكون رجلاً عظيماً.وهذا الكتاب لإبراهيم عبد العزيز الذى يضع فيه بين أيدينا وثائق وأوراق ومراسلات طه حسين مع نجوم عصره في الأدب والفن والسياسة والقانون وغيرها من مجالات الحياة، وهو كتاب يساهم بشكل كبير في إضاءة شخصية طه حسين وتقريباً إلينا في جميع صورها الإنسانية والنفسية، ويجعلنا نعيش مع رجل ملأ عصره ولا يزال يثير الجدل بعد رحيله، فنراه في حالات القوة وحالات الضعف، ونشاهده في حالات التوافق وحالات التناقض، وكل ذلك وغيره مما تكشفه رسائله ورسائل الآخرين إليه، مما يجعلنا نحبه أحيانا، ونغضب منه أحياناً أخري، نقترب منه بعض الوقت، ونبتعد عنه بعض الوقت، ولكننا في كل الأحوال نعجب ب طه حسين ونعجب له، ونحبه ونقدره بإعتباره رمزاً من أبرز رموز النهضة الأدبية والفكرية في القرن العشرين.