إن السيرة الذاتية للعاملين في حقول العلوم والتكنولوجيات من علماء ومهندسين ومخترعين هي جزء أساسي من إنسانيات العلوم والتكنولوجيا التي أشرنا إليها في السطور السابقة. وبالتالي فإن دراسة هذه السير بدرجات مختلفة من الشمولية والعمق تعد دراسة لتاريخ العلم والتكنولوجيا من خلال الإنسان ذاته. أي من خلال الأفراد الذين صنعوا تاريخ العلوم وا...
قراءة الكل
إن السيرة الذاتية للعاملين في حقول العلوم والتكنولوجيات من علماء ومهندسين ومخترعين هي جزء أساسي من إنسانيات العلوم والتكنولوجيا التي أشرنا إليها في السطور السابقة. وبالتالي فإن دراسة هذه السير بدرجات مختلفة من الشمولية والعمق تعد دراسة لتاريخ العلم والتكنولوجيا من خلال الإنسان ذاته. أي من خلال الأفراد الذين صنعوا تاريخ العلوم والتكنولوجيا وساهموا بشك بارز بتغيير وجه الحضارة الإنسانية وتحويلها إلى صور أرقى وجوهر أكثر تقدماً.والموسوعة التي نقدمها الآن تشتمل على السير الذاتية لمشاهير العلماء والمخترعين في العالم والذين كانت لهم مساهمات حقيقية في حقول العلم أو الاختراع. ومثل هذا العمل نرى أن الحاجة ماسة إليه في الوطن العربي ليأخذ مكانة في مكتبة إنسانيات العلوم والتكنولوجيا ويقوم بدوره ضمن الإطار الاجتماعي الهادف الذي تعرضنا له في الصفحات السابقة.إذ أنه بالرغم من أن التأريخ لبداية النهضة العربية المعاصرة يرجعها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مصر وأوائل هذا القرن في غيرها من الأقطار نجد أن الكتب والمقالات الجادة والمتواصلة التي تتناول إنسانيات العلوم التطبيقية هي في منتهى الندرة.ومن المفيد هنا أن نعرض لبعض المسائل المتعلقة بالموسوعة التي بين أيدنا. فمن حيث الشمول لا نزعم أن الموسوعة جاءت شاملة لجميع أسماء العلماء والمخترعين الذين كان لهم دور حضاري بارز. بل يجوز القول بأن الموسوعة تضم نخبة من أشهر الأسماء التي عرفها تاريخ التطور العلمي والتكنولوجي في العالم.ومن حيث جنسيات العلماء والمخترعين الواردين في الموسوعة فسوف يلاحظ أن الغالبية العظمى من هذه الأسماء تتبع بلدان ما يعرف الآن بأوروبا الغربية (وعلى الأخص بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبدرجة أقل دول أوروبا الأخرى) والولايات المتحدة الأمريكية. وبديهي أنه ليس هناك من محاولة للإيحاء بأن هذه البلدان دور بارز تماماً وربما بجموعه متفوق على البلدان الأخرى. إلا أن مساهمات رجالات البلدان الأخرى وعلى وجه الخصوص في ما يعرف الآن بأوروبا الشرقية والصين واليابان وربما الهند لها أهميتها التاريخية الواضحة. غير أن صعوبة الحصول على المصادر أن وجدت حتى في لغات تلك البلاد كان عائقاً حال دون إدراج عدد وافر من أسماء علمائها ومخترعيها.